افريقيا


شيعة مصر احتفلوا بعاشوراء...


للمرة الاولى منذ نحو الف عام احتفل الشيعة في مصر بيوم عاشوراء الذي استشهد فيه الامام الحسين رضي الله عنه. فقد احيا عدد كبير من الشيعة المصريين والعرب قدرت اعدادهم بعدة آلاف الذكرى باقامة مجلس العزاء الاكبر في مسجد الامام الحسين بمنطقة القاهرة القديمة. وللمرة الاولى في مصر تظهر «الراية السوداء» المميزة للمذهب الشيعي وعليها رسم لصورة الامام الحسين التي يحملها معظم ابناء المذهب الشيعي في العراق واليمن ولبنان وسورية وباكستان منذ سقوط الدولة الفاطمية عام 1171 ميلادية.

فمنذ صباح امس تجمع نحو ثلاثة آلاف شيعي مصري وعراقي وعربي في ساحة مسجد الامام الحسين، يتصدرهم «دي جي» ضخم يذيع الاناشيد البكائية عن استشهاد الامام الحسين والرايات السود فيما يبكي البعض ويلطم خده. وقد اثار المشهد اندهاش الكثيرين، لكنه سرعان ما انقلب الى اشتباكات بين عدد من السلفيين الذين حضروا مسرعين الى ساحة الحسين وبين المحتفلين الشيعة الذين اكتظ بهم المرقد الحسيني وساحته والمناطق المجاورة له. ورفض السلفيون ان تمارس أي طقوس شيعية في مسجد الحسين، ومزقوا الرايات السود، وتدخلت الشرطة لاحتواء الموقف فاعتقلت الناشط الشيعي محمد الدريني و10 آخرين من الشيعة لعدة ساعات ثم اطلقت سراحهم، في حين اغلقت ادارة المسجد الحسيني الضريح وطردت الشيعة خارج المسجد بأمر من وزارة الأوقاف المصرية. وهذه هي المرة الاولى التي يحتفل فيها الشيعة المصريون بذكرى عاشوراء علنا ومنذ عقود عقب ثورة 25 يناير التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك الذي كان يمنع أي احتفال للشيعة في مصر من خلال اجهزته الامنية التي كانت تتعقبهم وترصد اي تجمعات لهم. وقد اقام الشيعة احتفالات خلال الايام العشر الاولى من شهر المحرم من خلال مجالس العزاء بعدد من محافظات الجمهورية. واقيمت هذه الاحتفالات حسبما ذكر القيادي الشيعي البارز د. أحمد راسم النفيس في «مقرات خاصة» اشتملت على قراءة القرآن وانشاد القصائد الدينية والتذكير بالدور الكبير الذي قام به الامام الحسين – عليه السلام - من أجل الحرية والوقوف في وجه الظالمين». وقال النفيس إن تراكمات 14 قرناً من التناحر لا يمكن أن تنتهي في عدة شهور، مشيرا إلى أن «السلفيين قبلوا بالتصالح مع اليهود وبإقامة علاقات مع أمريكا إلا أنهم يعتبرون الأقباط والشيعة ألد أعدائهم». ونوه النفيس إلى أن الاحتفال بعاشوراء في مصر ظل قائماً حتى ألغاه الاحتلال الانجليزي عام 1914. وقال الزعيم الروحي للشيعة في مصر المستشار الدمرداش العقالي إن «الجرح الحسيني» فوق كل الأحداث ولا تؤثر فيه الأحداث لا مداً ولا جزراً. وأضاف إن حرية الأنين على الحسين أصبحت موجودة، لكن الذي يجري في مصر «طوفان غير معروف محركاته ولا أهدافه»، وبالتالي فلا مجال للاحتفال أو البكاء. وأكد أن الشيعة في مصر يتذاكرون فضائل الحسين وقيمه والثورة التي أشعلها في العالم، مشيرا إلى أن اللطم والبكاء وإسالة الدماء «ليست من المذهب الشيعي»، ودعا الذين يجرحون أنفسهم بالتبرع بدمائهم للمحتاجين». وقال العقالي إن المد السلفي أصبح مخيفا من حيث عدائه للشيعة ولكثير من القيم السائدة، وذكر أن أتباع التيار السلفي حاولوا استمالته في دائرته بالصعيد كي يحصلوا على صوته وأصوات مؤيديه إلا أنه أعطى صوته للكتلة المصرية.

<< اعتقال سيف الإسلام نبتة (هوديا) الأفريقية وأقوى سلاح في الحرب ضد السمنة >>

API: RSS | RDF | ATOM
 
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع