افريقيا


الزي التقليدى الموريتاني


في تناغم وانسجام واضحين مع الطبيعة والمناخ صممت الملابس التقليدية في موريتانيا المتميزة بالمناخ الصحراوي الحار والجاف، لتناسب ليس فقط الطبيعة والمناخ،بل أسلوب العيش وتقاليد المجتمع، فالمناخ يضطر الموريتانيين إلى ارتداء ملابس خفيفة صيفية بألوان زاهية تناسب طبيعة الصحراء، فيما تلزمهم التقاليد والعادات بارتداء ثوب فضفاض يسمى "الملحفة" يستر المرأة من رأسها وحتى قدميها، وتلزم الرجل بارتداء ثوب فضفاض يسمى "الدراعة" احتراما منه لزي وطني أكثر مما هو زي تقليدي.

 


الثوب الفضفاض الواسع والألوان الزاهية وأشكال التطريز المتنوعة أكثر ما يميز اللباس التقليدي الموريتاني، وتستلزم هذه الخصائص التي تعتبر وليدة مؤثرات المناخ والعادات أكثر مما هي اختيار شخصي، احترافية وفنية عاليتين،سواء تعلق الأمر بتصميم اللباس أو ارتدائه، ولو أن الصعوبة الكبرى تكمن في الارتداء الذي قد يتطلب من الشخص عدة محاولات يفشل أغلبها قبل أن يتمكن من ارتداء اللباس الموريتاني بطريقة صحيحة، لأن هذا اللباس التقليدي فضفاض وذو قياس واحد، حيث يستلزم الطقم الواحد من الدراعة 10 أمتار من الثوب، والملحفة 5 أمتار من ثوب خفيف غير مخيط مما يجبر مرتدي هذه الملابس على الحركة الدائمة في محاولة للسيطرة على اللباس.

 


"الدراعة" وهي دشداشة فضفاضة جدا تخاط من ثوب سميك يسمى "بازان" من لونين فقط هما الأزرق الفاتح والأبيض، ويستلزم الطقم الواحد منها 10 أمتار، وتصمم بحيث يبقى جانباها مفتوحين من أعلى الكتف وحتى مستوى الساق، حيث يلتقي الثوب من جديد وهو ما يجعل الأكمام واسعة وعريضة، التطريز الذي يقتصر على فتحة العنق والجيب الموجود على الصدر يكلف الخياطين المتخصصين بخياطة وتطريز الدراعة 15 يوما من العمل المتواصل بالخيط والإبرة، حيث يبرهن الخياطون على فنياتهم وهم يبتدعون أشكالا وزخارف جميلة على الدراعة والقميص ذي الأكمام القصيرة والسروال القصير، وهاتان القطعتان تلبس فوقهما الدراعة، ويتراوح سعر الدراعة ما بين 120 و 1200 ريال تبعا لطراز الثوب وجودة التطريز.

 


زي المرأة أو "الملحفة" هو ثوب يلف المرأة من أعلى رأسها وحتى قدميها وهو من القماش الشفاف الملون يصمم بحيث يعقد طرف الثوب من جهة واحدة عقدتين تسمح للذراع الأيمن والرأس بالظهور، بينما يلف الجزء الوسطي من الملحفة الرأس ويوضع الجزء المتبقي على الذراع الأيسر وبهذا تكون كل أجزاء الجسم قد لُفت بهذا الثوب، وإذا كان الرجل الموريتاني يستطيع في بعض المناسبات التخلي عن ارتداء لباسه التقليدي لضرورة العمل أو الدراسة، فإن الموريتانية لا تملك هذا الحق، حيث تلتزم النسوة قاطبة بارتداء الملاحف فوق فستان غالبا ما يكون بلا أكمام فتشف الملحفة عن ساعدي المرأة وهذا يزيدها جمالا وجاذبية.

 


تتعدد الاختيارات لأنواع "الملحفة" حسب درجة سمك الثوب وجودته ويتباين سعرها تبعا لذلك، فهناك الثوب العادي الذي يتراوح سعر القطعة الواحدة منه بين 25 إلى 100 ريال، وهناك نوع يسمى "كنيبو" يصل ثمن القطعة الواحدة إلى 600 ريال وهذان النوعان يمكن ارتداؤهما في النهار، فيما يفضل في السهرات الليلية ارتداء "سوار" وهو نوع مميز ببريقه وزخارفه الجميلة، قد يصل سعر القطعة الواحدة إلى أكثر من 3000 ريال. ورغم أن ألوان الملحفة زاهية وجميلة فإن العروس الموريتانية ترتدي ليلة زفافها ملحفة سوداء وتغطي وجهها عن الناس علامة على الحياء وعدم الرغبة في الزواج.

 

 

<< سرقة المقابر الأثرية دخول رئيس نيجيريا إلى إيران >>

API: RSS | RDF | ATOM
 
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع