افريقيا


شنقيط تسرق الأضواء قبل أن تعود سيرتها الأولى




 

 

على صهوة ظهر آدرار؛ تغفو مدينة شنقيط؛ المثقلة بحكايا التاريخ؛ وبقايا مجد سافر عبر القوافل شرقا وغربا؛ أمام المسجد العتيق في الحي القديم من المدينة تنطلق رحلات الحج والتبادل التجاري والعلمي شرقا وغربا.

تكفلت النسخة الخامسة من مهرجان المدن القديمة؛ بإعادة بعض الحياة للمدينة رغم الانخفاض الشديد لدرجات الحرارة في المدينة خلال هذا الفصل من السنة.

استقبلت المدينة آلاف الزوار؛ الذين جاؤوا خصيصا لحضور مهرجانها؛ الرئيس والوزراء والدبلوماسيون وأهل المدينة الذين هجروها؛ وآخرون من كل زوايا البلاد.

المهرجان أرادته الحكومة "من أجل إعادة الاعتبار للمدينة؛ ولتستعيد ألقها ووجهها الحضاري"؛ يقول الدكتور محمدو ولد احظانا مستشار وزيرة الثقافة في تصريح لـ"صحراء ميديا"؛ وتميز بحضور مختلف الفنون والرياضات التقليدية ضمن نشاطاته.

من "ظامت"؛ وحتى الرماية؛ مرورا بسباقات الخيل والإبل والحمير؛ وبحضور لافت لرقصات شعبية وفلوكلور ينسب للمدن القديمة؛ كانت الفيسفساء التي أرادها القائمون عليه.

ضخ المهرجان سيولة في الشريان الاقتصادي للمدينة؛ حيث تكفل بحركية قطاعات تجارية من قبيل تجارة التجزئة؛ كما رفع أسعار إيجار منازل المدينة.

تضاربت آراء الساكنة حول المهرجان؛ فمن قائل إنه سيعود بالنفع العميم على أهل المدينة؛ إلى من يراه "مسكنا ظرفيا؛ لمدينة تنسى خلال أربع سنوات؛ وتقفز للواجهة لمدة سبعة أيام فقط".

تقول مصالح وزارة الثقافة والصناعة التقليدية إن مدينة شنقيط ستعرف "نقلة نوعية من خلال برمجة تدخلات لمختلف القطاعات الحكومية لتنفيذ برامج على المديين المتوسط والبعيد في مجالات محاربة التصحر ودعم الواحات؛ وتشييد منشآت للماء الشروب والكهرباء والصحة وفك العزلة".

على مدى أكثر من أربع وعشرين ساعة كانت شنقيط "عاصمة موسمية" لموريتانيا؛ التي "حج فاعلوها وسياسيوها وفنانوها لشنقيط". يقول أحد الصحفيين هنا في شنقيط.

غادر الرئيس محمد ولد عبد العزيز المدينة؛ وبدأت شنقيط تعود تدريجيا سيرتها الأولى؛ فيما ازدحمت ردهات مكتبة أهل حبت العريقة بزوار من وسائل الإعلام الوطنية والدولية؛ يهمهم أن يقدموا تقارير عن كتاب قديم محلى بماء الذهب احتفظ به شيخ شنقيطي وورثه بنيه.

الشوارع المؤدية إلى مقر المنصة الرسمية حيث المهرجان تشهد حركية لم تعهدها المدينة لمدة أربع سنوات؛ وواجهات خيام العرض تزدحم بالبضائع المختلفة من حلى وصناعات تقليدية وملابس.. فيما ترك مقر دار الكتاب سابقا لأجنحة مؤسسات ودور نشر تقدم لضيوف المهرجان آخر العناوين التي صدرت عنها.

تنام شنقيط على كنز من التاريخ وتتطلع إلى أن يعود لها المستقبل صديقا كما كان الماضي بها حفيا.

صحراء ميديا
 

<< صور عن احتفالات ميلاد النبي صلى الله عليه و أله و سلم بجنوب سودان المساجد في مدينة الألف مئذنة >>

API: RSS | RDF | ATOM
 
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع