افريقيا


الصناعات التقليدية تواجه خطر الاندثار فى الجزائر


 

عقب خروج فرنسا من الجزائر عام 1962، قدمت الجزائر نفسها كدولة تقدمية علمانية تسعى جاهدة لبناء مجتمع حديث، لكن فى غمرة هذه المساعى للتحديث تعرضت الصناعات اليدوية للتهميش، ولم يتمكن سوى القليل منها للصمود، يتجلى هذا بصورة أكثر وضوحا فى الشوارع المتهالكة لحى القصبة الشهير بالجزائر.

ويقول الحاج الهاشمى، صانع المشغولات النحاسية فى البلدة القديمة الذى يروى تعلم المهنة بعد ترك الدراسة عام 1958: "المهنة توشك على الاندثار لأننا نعانى من مشكلة فى الحصول على المواد الملائمة بها ولا نحصل على دعم".

 



وأضاف: "فى ذلك الوقت (1958 عندما بدأ تعلم المهنة) لم يكن هناك حرفيون سوى فى القصبة.. كان نحو عشرون بالمائة منهم يعملون فى المشغولات النحاسية، ناهيك عمن يعملون فى الجلود، والطربوش والخشب.. كان هناك الكثير من الحرفيين فى القصبة والذين اشتهرت بهم".

وقال إن عملاءه أحجموا عن الحضور إلى القصبة لشراء المشغولات اليدوية، مفضلين التسوق من المتاجر الحديثة وشراء المستورد، بات ذلك يمثل مشكلة لكل قطاعات الاقتصاد نتيجة لاعتماد الجزائر بشكل متزايد على الاستيراد بدلا من صناعتها، بعض الحرفيين الكبار لا يجدون سوى أعداد محدودة للغاية من الأشخاص الراغبين فى تعلم هذه الصناعات القائمة فى القصبة منذ قرون.

 



ويقول خالد مهيوت، نجار، والذى يبدى سعادة بتعلم ابنه المهنة: "تعلمت الحرفة على يد والدى، ووالدى تعلم على يد شقيقه. تناقلناها من الأب إلى الابن، بل إننى تعلمتها أيضا على يد خالى. لذا فهى النجارة دائما، إنها عائلة، نجارون فى كلا العائلتين".

يضيف النظام الذى يفرض الضرائب على الحرفيين وأصحاب الصناعات اليدوية عبئا ماليا كبيرا عليهم، لكن برغم ذلك يؤكد مهيوت، إنه لن يتخلى عن إرثه لأن والده لن يسامحه على ذلك.

 

<< طاجن اللحم مع الخضار من المطبخ التونسي تجارة العاج تهدد بانقراض الفيلة في أفريقيا >>

API: RSS | RDF | ATOM
 
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع