افريقيا


عندما يحرك النفط الليبي المشاعرالانسانية لدى الغرب


يرى البعض,ان بشاعة الجرائم التي يرتكبها القذافي ضد ابناء الشعب الليبي , مستخدما الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة والمرتزقة والبلطجية , دفعت الحكومات العربية وعلى راسها حكومة الولايات المتحدة الى ان تخرج من نطاق ردود الفعل الخجولة التي اختفت وراءها لحد الان , حيث بدات تقسو على القذافي بتصريحاتها المهددة والمتوعدة. العلاقة المتميزة التي تربط الانظمة الدكتاتورية العربية في المنطقة بالغرب وفي مقدمته اميركا , ليس بالامر الخفي او المستور , بل ان بقاء هذه الانظمة وديمومتها كانت ومازالت رهن بأسباب القوة التي يمدها هذا الغرب وعلى مدى عقود , عندما شيدت هذه العروش على اكتاف رجالات الغرب , لتكون غطاء لعمليات السلب والنهب المتواصلة لخيرات شعوب المنطقة. المشهد الليبي اليوم يفضح بشكل لافت , العلاقة العضوية التي تربط هذه الانطمة الدكتاتورية بالغرب المنافق , الرافع كذبا لواء الديمقراطية والحرية , فالغرب بنى علاقته مع الدكتاتور السادي الذي يجثم على صدرالشعب الليبي منذ اكثر من اربعة عقود , على اساس النفط والمصالح غير المشروعة. النفاق الغربي يتكشف بشكل اكثر وضوحا , بعد كل المماطلة التي ابداها هذا الغرب لوقف هذا الدكتاتور عن استخدام طائراته المقاتلة ضد المدنيين العزل , متذرعا بحجج واهية ومتخفيا وراء تصريحات طنانة لاتغني ولاتسمن من جوع , وهو يقف متفرجا على المجازر التي ترتكب ضد المواطنين العزل على يد مرتزقة القذافي. حالة الغدر الغربي لم تكن جديدة , فقد طعن هذا الغرب العراقيين من الخلف عندما تركت اميركا دكتاتورا وحشيا مثل المقبور صدام حسين , الذي وصفه القذافي يوما بالشهيد القديس , بعد ان طرد من الكويت , باستخدام كل الاسلحة المحرمة دوليا ضد شعب اعزل انتفض على جلاده , واسفرت عميات القتل المنظم , عن سقوط مئات الالاف من العراقيين الابرياء. رفيق القذافي , صدام المقبور , تمكن وبمساعدة ماكرة من الولايات المتحدة ان يقمع انتفاضة الشعب العراقي , من خلال التسلل من احدى شروط استسلامه اثر طرده من الكويت والتي منعت النظام من استخدام الطائرات ذات الاجنحة الثابتة , وهذا يعنى اطلاق يد صدام في استخدام طائرت الهليكوبتر , التي قمع بها انتفاضة العراقيين وبابشع صورة عام 1991. اليوم وفي ليبيا لم يتطرق هذا الغرب الى فرض حظر جوي على ليبيا لوقف خفافيش القذافي عن قتل الابرياء ولم تتحرك المشاعر الانسانية في قلوب صناع القرار الغربيين , الا بعد ان اطمأن هذا الغرب على ان نفط وحقول الغاز الليبية اصبحت خارج سيطرة القذافي ووقعت بيد ابناء الشعب الليبي!. ولكن مهما كان موقف الغرب من الثورة الليبية , فأن مصيرها يبقى بيد الليبيين وحدهم فهم الذين سيدقون باييدهم ابواب الحرية. نجم الدين نجيب

<< مدينة طرابلس ابناء الشعب الليبي >>

API: RSS | RDF | ATOM
 
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع