افريقيا


أمين عامر محمد (رسام كاريكاتير صومالي شهير)


 

ولد أمين عامر محمد – من أصول عربية – في مقديشو عام الاستقلال 1960م، وتلقى تعليمه فيها، غير أن الهواية التي خلقها الله فيه جعلته ينصاع لها منذ صغره، والتي كتب الله له في اللوح الحفيظ أن يكون أشهر رسام صومالي على الإطلاق ، فلنستمع إلى ما يقول عن نفسه:

“في صغري وأنا طفل كنت أرسم على لوحتي التي أتعلم فيها القرآن الكريم، وأرسم على جدران البيوت في حيّنا، وكانوا ينهرونني في ذلك ولا أنصاع لهم”،!! أقول: نعم، فالهواية شيء أساسي في تشكيلية الشخص الذي يريد أن يكون بارعا في مجال مَّا؛ فإذا أنت لا تحب – نفسيا – أن تنظر في كتب الطبّ فلا تدفع قرشا واحدا في تعليمه، واذهب إلى الفنّ الذي تهوى وتشتاق إليه، هكذا يقوله الخبير د.طارق السويدان، يحفظه الله.

يواصل أمين عامر حديثه فيقول: “ولما كثرت شكاوى الجيران عن رسوماتي في جدرانهم، اضطر أبي أن يشتري لي كراسة ومسطرة أرسم فيها، وقصة التحاقي بالمدرسة – ولم أدرك سنّ المدرسة – أن أستاذا مصريا رأى في بعض الجدران رسم حيوانات، فسأل أحد طلاب المدرسة: من الذي رسم هذه الرسومات؟، فقال: هو طفل صغير لم يدرك سن المدرسة؟!، فقال المصري: كيف لم يدرك وهو الذي يبدع في تلك الرسومات؟!! دلوني على أبيه، فالتقى الأستاذ المصري بأبي، وكان ذلك سببا في التحاقي بالمدرسة وأنا لم أبلغ سن المدرسة.

برع أمين عامر في رسم فن الكاريكاتير منذ عهد حكومة سياد بري ، وكان يعمل في رسم اللافتات والوائح ورسم اللوحات التي تبرز التقليد الصومالي الأصيل، وكان يرسم في جريدة نجمة أكتوبر والمسرح الوطني وبعد الحرب الأهلية عبر في رسوماته عن كثير من مآسي زعماء الحرب ودورهم في الذهاب بالبلد إلى الهاوية، لكنه ذاعت شهرته في عهد المحاكم الإسلامية وما تلاه من تدخل عسكري إثيوبي وصراع بين الإسلاميين، وكان يصور القادة الصوماليين في أحوالهم على مختلف مناطقهم وأفكارهم.

ولأمين عامر موقع على الإنترنت مخصص لرسوماته فقط، وقد تعرض للتعطيل مرات عديدة، وهو مقيم في كندا، ويقوم في بعض الأحيان بزيارات إلى أوروبا، وقد حصل على عدة جوائز في أعماله وإبداعه.

وأعمال أمين عامر تضاهي بل تتفوق على أعمال كبار المبدعين في فن الكاريكاتير سواء في العالم العربي أو الغربي ، ويتمتع بقدرات إبداعية عالية إلا أن حاجز اللغة الصومالية وطبيعة الصورة المحلية مثلت عائقا لتقديم عطائه بشكل أوسع، والارتقاء إلى مستوى العالمية.

 

<< يوم الإفريقيا في إيران البيت والديكــور المغربي >>

API: RSS | RDF | ATOM
 
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع