المقالات و التقارير > وسائل الإعلام الصينية في أفريقيا

وسائل الإعلام الصينية في أفريقيا

قال موقع أفريكا آريجمنتس إنه من مشاريع البنية التحتية الضخمة إلى السلع الرخيصة في كل مكان، دليل على وجود الصين في أفريقيا والذي أصبح اليوم أمر لا مفر منه، ولكن على مدى السنوات القليلة الماضية، وهناك تواجد واحد حيث كانت بصمة الصين من خلاله متزايدة في القارة وملحوظة بشكل خاص، وهو وسائل الإعلام المختلفة من راديو وتلفزيون أو صحف، وتوسعت الصين بوسائل إعلامها في أفريقيا برؤية واضحة الملامح.

ازدهرت العلاقات بين الصين وأفريقيا سياسياً واقتصادياً، وكان هناك جهد منسق من بكين لبناء وكالات الإعلام في أفريقيا وحول العالم حتى يتمكنوا من المنافسة مع القنوات الغربية، وخصصت بكين في عام 2009 حوالي 7 مليارات دولار لزيادة وجود وسائل الإعلام المملوكة للدولة فى الصين بجميع أنحاء العالم.

كانت هناك آثار مثيرة للإعجاب، في أفريقيا، وأصبحت شاشة التلفزيون الصينية تصل إلى عموم أفريقيا وتغطي مجموعة واسعة من القضايا، وخير مثال على ذلك موقع شينخوا الإخباري الذي أصبح يتميز على الصحف الوطنية الاخبارية في جميع أنحاء القارة، وكذلك تركب إذاعة الصين الدولية بثقة موجات الأثير الأفريقية.

العديد من هذه الخطوات كان تجري في البداية على قدم وساق، وكثير من دول القارة اعتبروا ذلك صعود للدعاية الصينية وكانت بكين واضحة عن رغبتها في خلق نظرة أكثر إيجابية في أفريقيا، وكان البعض يخشى أن وسائل الإعلام الصينية تتدخل في تغطية القضايا المثيرة للجدل.

والآن بعد أن استقرت وسائل الاعلام والمنظمات الصينية في أفريقيا منذ سنوات يتضح أن الغالبية العظمى من العاملين بتلك المؤسسات من الأفارقة، وأن السيطرة التحريرية لا تتدخل بها السياسة الصينية بنسبة 100% .

وإذا نظرنا إلى وكالة الأنباء الصينية في وقت مبكر من التسعينيات، سنجد أنه لم يكن هناك مجال على الإطلاق لانتقادات من بعض القادة الأفارقة”، ويقول بوب يكيسا، وهو باحث في جامعة ويتواترسراند، جنوب أفريقيا، وخبير في وسائل الاعلام الصينية، ”في أيامنا هذه، بشكل متزايد لا نخجل من هذا، فالصين لا تزال تعمل في ظل النظام الشيوعي، ولكن تحليلها الاعلامي ليس له علاقة بميول الدولة السياسي، على سبيل المثال، لم تقحم الصين ميلها الشيوعي في عرض القصص المثيرة للجدل في جنوب افريقيا ومشكلة التعدين والعمال وكذلك مشكلة، الاضطراب السياسي في مصر والصراع في جنوب السودان، ولكن جاء تحليلها في محاولة لمعالجة المشاكل في ضوء إيجابي.

جزء من هذا قد يكون أن الصين تهدف من خلال وسائل إعلامها تحسين تصورات الصين والقار ، وقال تشانغ يان تشيو، مدير مركز بحوث أفريقيا للاتصالات في جامعة الاتصالات ببكين “هناك الكثير من الآراء السطحية حول وسائل الاعلام الصينية في الغرب ولكن الواقع اكثر تعقيداً، حيث أن وسائل الاعلام الغربية تتبنى عادة دور المراقب في حين أن وسائل الاعلام الصينية أقرب إلى ما وصفته “الصحافة البناءة”.
البديل

Navigate through the articles
Previous article تبعية الأزهر للدولة دمرت فكره ومنبره ما هي ضمانات استمرار السلام في جنوب السودان؟ Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع