المقالات و التقارير > تحركات “أوباما” في إفريقيا

تحركات “أوباما” في إفريقيا

في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الأفريقية الكثير من التطورات الأمنية، لاسيما مع تعالي صوت التنظيمات الإرهابية وتمدد ساحات القتال بين الجيوش الإفريقية والمجموعات المسلحة، يجري الرئيس الأمريكي باراك أوباما جولة إفريقية تشمل دول حليفة لواشنطن مثل كينيا وإثيوبيا، وعلى الرغم من أن التعاون الأمني في محاربة الإرهاب سيكون المحور الأساسي المعلن عنه في هذه الجولة، إلا أن الكثير يعتقد أن النمو الاقتصادي للقارة الإفريقية التي أصبحت هي الأخرى ساحة للصراع الاقتصادي والاستثماري بين الدول الإقليمية، ستفرض على القيادة الأمريكية تعزيز قدراتها الاقتصادية للتوسع والتمدد في منطقة القرن الإفريقي، فضلًا عن محاولتها الحثيثة لتغيير موزايين القوى في القارة .

ثمة تقارير إفريقية ذكرت أن زيارة الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” لكينيا وإثيوبيا ستأتي بثمارها على العلاقات الأمريكية الإفريقية، والتي يأتي الهدف منها في الأساس إلى ترسيخ السياسة الخارجية الخاصة بالولايات المتحدة في القارة الأفريقية والسيطرة عليها.

ويتوجه أوباما خلال زيارته إلى اثيوبيا لمقر الاتحاد الأفريقي لتوجيه خطاب إلى الشعوب الأفريقية، يتناول فيه العلاقات الأمريكية الأفريقية المشتركة، وسيجتمع كذلك في مقر الاتحاد الأفريقي، بكل من رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، دلاميني زوما، والآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي).

وأثنى أوباما، على “التحرك” الذي تشهده أفريقيا وعلى القدرات الاقتصادية والاستثمارية التي تتمتع بها القارة، وقال أوباما، في اليوم الأول من زياته لكينيا، إن “أفريقيا تتحرك، فالمزيد من الناس يخرجون من دائرة الفقر، والدخل الفردي يرتفع، والطبقة الوسطى تتسع”.

ودافع أوباما عن مشروعه لكهرباء إفريقيا الذي يهدف إلى مضاعفة إنتاج الكهرباء في إفريقيا جنوب الصحراء، وقال أوباما لدى زيارته معرضا حول هذا الموضوع في نيروبي، “نحن على الطريق الصحيح” لتحقيق الهدف الذي يقضي بتأمين قدرة إنتاج تساوي 30 ألف ميغاواط.

وتمتلك كينيا قطاعا خاصا يتميز بالديناميكية والفاعلية ، فضلا عن وجود شريحة كبرى متعلمة ومدربة فى صفوف الطبقة الوسطى تستطيع قيادة النمو الاقتصادى فى البلاد، ومن المقرر أن يستضيف الرئيس أوباما والرئيس أوهورو كينياتا مؤتمر القمة العالمية.

واختيار أوباما لكينيا يأتي من منطلق أنَّ دول غرب إفريقيا تعتبر منطقة تجارية مهمة واقتصادها يزدهر يومًا تلو الآخر، والطبقة المتوسطة في البلاد لديها استعداد للعمل والانفتاح من أجل تقدم الاقتصاد، بالإضافة إلي المحاور الاقتصادية التي ستسفيد منها أمريكا بعد زيارة أوباما لكينا، كما هناك ايضاً جوانب سياسية فنيروبي حليف هام للولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة الإرهاب.

وقالت صحيفة جارديان أفريقيا الجنوب افريقية في معرض حديثها عن أهمية زيارة أوباما لإثيوبيا “إثيوبيا ستشهد نموًا سريعًا و ستصبح مصدرا للطاقة بعد الانتهاء من تشيد سد النهضة، كما أن الاقتصاد الإثيوبي حقق نموا ملحوظًا في الفترة الأخيرة رغم سيطرة الدولة عليه، كما أن أديس ابابا لاعب رئيسي على المستوى الإقليمي بوصفها مضيفة للاتحاد الأفريقي، فضلاً عن مبادراتها الأمنية للعمل على استقرار جنوب السودان والصومال، وأهميتها الجيوسياسية”.

وتابعت الصحيفة أن “الهدف الأساسي من زيارة الرئيس الأمريكي تحقيق مصالح تجارية وتمثل هذا في مرافقته مئات من رجال الأعمال الأمريكيين، وعدد من أصحاب المليارات والمديرين التنفيذيين متعددين الجنسية، مشيرةً إلي أنهم سيغتنمون الزيارة لزيارة الاستثماراتهم في افريقيا”.

ويري محللون أن الولايات المتحدة التى أرهقها التدخل العسكرى المباشر فى كثير من مناطق الصراعات العالمية تحاول إعادة تشكيل الخريطة الجيواستراتيجية لكثير من الأقاليم المتوترة ومن بينها الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، بالاضافة إلى سعيها لمساعدة قوى إقليمية جديدة لتتولى بالانابة إدارة شئون الأقاليم الموجودة فيها، ولعل هذا هو المأمول فى شرق أفريقيا، فأثيوبيا لديها دور مؤثر فى نطاق جماعة « الايجاد»، وتقوم بدور محورى فى كل من الصومال وجنوب السودان، فضلا عن مكانتها التاريخية في القارة الافريقية.

البديل


Navigate through the articles
Previous article زيارة “أوباما” لـ”أديس أبابا” بعيون إثيوبية المخطط الغربي يعزز العنف في دارفور Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع