المقابلات و المؤتمرات > علي زيدان: الضربة الجوية المصرية ضد داعش مجرد بداية

علي زيدان: الضربة الجوية المصرية ضد داعش مجرد بداية

قال رئيس الوزراء الليبى السابق، على زيدان، إن حادث ذبح 21 مصريًا على يد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى وحشى، ومجرم، وتقف كل الكلمات عاجزة أمام وصف فظاعة وإجرام من قام بهذه الفعلة، مشيرًا إلى أن الضربة الجوية المصرية على معاقل التنظيم داخل الأراضى الليبية، جاءت في التوقيت المناسب للرد على تنظيم استباح الدماء بجريمة بشعة لا يمكن للعقل الإنسانى أن يتصورها حتى الآن. وأضاف «زيدان»، أن الرد المصرى على الجريمة المتمثل في شن غارات جوية على معاقل تنظيم «داعش» هو الحد الأدنى من رد الفعل، لافتًا إلى أن الضربة وجهت رسالة واضحة للجميع أن هذا بداية الرد، وستتبعه أمور كثيرة على المستوى العسكري، والأمنى، والمدنى، من أجل وضع حد لهذه التنظيمات «الإرهابية».

■ بداية.. كيف استقبلت عملية ذبح ٢١ مصريًا على الأراضى الليبية من قبل عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى؟

- هذه المسألة «مفجعة»، ما حدث عملية «وحشية»، لا يستطيع أي إنسان أن يتصورها، وتقف كل الكلمات عاجزة أمام وصف فظاعة ووحشية وإجرام من قام بهذه الفعلة، التي خرجت عن إطار الوحشية، حتى عند الحيوان، فالحيوان لديه «رأفة»، أما هؤلاء فيذبحون الناس كما تذبح «الشاه»، ويظهرونها أمام شاشات التلفاز للعالم في مشهد تقشعر له الأبدان. وبعد الحادث كان لدى إصرار على الذهاب إلى الكاتدرائية، وتقديم واجب العزاء، واستنكار هذا العمل الشنيع الذي لا يرضاه أي إنسان أبدًا، والتقيت البابا تواضروس، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ووزير الأوقاف، وقدمت لهما العزاء، كما حضر خلال وجودى وزير الدفاع، الفريق أول صدقى صبحى، وكان هناك حضور غير عادي من المجتمع المصرى بكل طوائفه.

■ ما رأيك في الرد المصرى على الجريمة المتمثل في شن غارات جوية على معاقل تنظيم «داعش» الإرهابى داخل الأراضى الليبية؟

- هذا هو الحد الأدنى، والرد جاء في الوقت المناسب، وبطريقة «حاسمة» وجهت رسالة واضحة للجميع أن هذه بداية الرد، وستتبعه أمور كثيرة على المستوى العسكري، والأمنى، والمدنى، من أجل وضع حد لهذه التنظيمات «الإرهابية».

■ ماذا تقصد بالأمور الأخرى التي ستتبع الضربات الجوية؟

- لابد من متابعة التنظيمات الإرهابية، فهم الآن يجوبون الصحراء، ولذلك ينبغى اقتفاء أثرهم في كل مكان في الواحات، والطرق، والصحراء، وينبغى أيضًا تعزيز مراقبة الحدود مع الجزائر، وتشاد، والنيجر، والسودان، ويجب على هذه الدولة ـ بالتعاون مع مصر ـ تشديد مراقبة الحدود من أجل اقتفاء أثر هؤلاء، وإنهاء وجودهم.

■ لكن بعض الأطراف انتقدت الضربة الجوية.. من وجهة نظرك هل ترى أنها تدخل في الشأن الليبي؟

- على العكس لا يوجد تدخل بأى صورة، فالضربة الجوية جاءت بتنسيق كامل مع الجيش الليبى، وقيادة الأركان، وسلاح الجو، وما جرى تعاون بين البلدين من أجل مقاومة الإرهاب، والحقيقة أن السيادة العالمية للدول أصبحت مشتركة في مواجهة الإرهاب، وينبغى على الجميع التعاون أمام هذا الأمر، وإلا سيصبح العالم «غابة».

■ هل ترى ضرورة زيادة التنسيق بين مصر وليبيا في الفترة الراهنة؟

- بالطبع، هذا ما أطالب به منذ البداية، ومنذ أول لقاء لى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، وحينما كنت في رئاسة الوزراء، وكان وقتها وزيرًا للدفاع، اقترحت تكثيف التعاون بين مصر وليبيا في هذا الموضوع، فالتعاون بين البلدين من أجل مواجهة الإرهاب مسألة ضرورية ولأزمة، ينبغى أن يتعاون البلدان بكل ما تعنيه كلمة التعاون، لأن هذا خطر داهم يهدد الجميع.

■ جماعة «فجر ليبيا» الموالية لتنظيم «الإخوان» كان لها رأى آخر وصل إلى حد اتهامها مصر بأنها السبب في قتل رعاياها بليبيا..ما رأيك؟

- من هم فجر ليبيا؟.. إذا كانوا هم الأشخاص الذين عرفناهم في المؤتمر الوطنى العام فهؤلاء دمروا ليبيا، وهذه ليست «فجر ليبيا» بل «ظلام ليبيا»، وينبغى ألا نكترث لأقوالهم.

■ هم أيضًا أنذروا جميع المصريين بمغادرة ليبيا خلال ٤٨ ساعة بعد توجيه الضربة الجوية..كيف ترى هذا التصرف؟

- هذا أيضًا تصرف أحمق، وأؤكد أن الليبيين العقلاء يرحبون بالمصريين، والعلاقة مع مصر قديمة ووطيدة، ولا يستطيع أن يؤثر فيها كائن من كان، وستبقى وتستمر وستعود العمالة المصرية وستعود الدولة الليبية وتوفر لهم الأمن، هؤلاء يرغبون في النيل من علاقتنا مع مصر، إلا أنها علاقة «غير قابلة للانفصال».

■ كيف تقيم الوضع في ليبيا بعد أربع سنوات من الثورة على نظام العقيد معمر القذافى؟

- هناك سوء فهم من البداية، فالبعض اعتقد أنه بموت «القذافى» ستنتهى المشكلات، لكن في الواقع أنه بعد نهاية «القذافى» ظهرت المشكلات التي ترتبت على بقاء «القذافى» في الحكم لمدة أربعة عقود وزيادة. صحيح أن كثيرين لم يتوقعوا أن تكون الأمور بهذه الشدة وهذا العنف، لكن واقع الأمر أن الإرهاب «داء عضال» يحتاج إلى «استئصال». بعد أربع سنوات على الثورة، جرى تدمير الجيش، وهناك قوة غاشمة ومتطرفة قفزت على ثورة «١٧ فبراير»، وأرادت أن تفرض نفسها، وأن تدمر الدولة وتعرقل تكوينها، بل أرادت أن تعيد الحراك إلى «المربع الأول». هذه القوى تنظر إلى ليبيا على أنها ساحة يجب أن تستغل كـ«منصة» ينطلق منها هذا التيار نحو تحقيق أهدافه، التي يرى أنه يحققها من خلال تبنى الدين كأداة لـ«زر الرماد» أمام الشعوب، لتضليلهم، واستغفالهم، والسيطرة عليهم. ما حدث أن الليبيين لم يكونوا مقتنعين، وأنا كنت أقول هذا الكلام، بل نبهت مرارًا وتكرارًا، ولم يمر أسبوع إلا وقلت هذا الأمر، لكن الناس لا تفهم إلا بعد أن يصبح الأمر واقعيًا، ويعجزوا عن مواجهته.

■ إذن هل تتهم جماعة «الإخوان» بتدمير الثورة في ليبيا؟

- «الإخوان» في ليبيا كانوا عنصرًا هدامًا ومدمرًا أسهم بشكل غير عادى فيما يجرى الآن في ليبيا، فقد تواصلوا وتوافقوا مع غيرهم من الفئات والأطراف المتطرفة، مثل جماعة «أنصار الشريعة» وتنظيمى «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين. هذه الحالة بدأت في مصر، وانتقلت إلى البلدان العربية الأخيرة، فـ«الإخوان» في ليبيا يسيرون في ركاب «إخوان مصر»، وحتى إننى عندما زرت مصر بعد التغيير الذي جرى في «٣٠ يونيو»، وإسقاط الشعب لحكم «الإخوان»، كان أول من أصدر بيانًا بعد عودتى من القاهرة هم «حزب الإخوان المسلمين»، واضطررت أن أرد عليهم بمؤتمر صحفى، وفعلا خرجت أنا ووزير الخارجية في مؤتمر صحفى لأرد عليهم.

■ إذن يمكن القول إن تنظيم «داعش» هو نتاج لوجود «الإخوان» وسيطرتهم في ليبيا؟

- بالطبع هم نتاج لمواقفهم، وليس هناك جدال في ذلك.

البوابة نيوز


Navigate through the articles
Previous article محلب يفتتح مؤتمر «عظمة الإسلام» مؤتمر الأزهر لمواجهة التطرف و الإرهاب Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع