المقالات و التقارير > بوكو حرام.. خلافات في هرم القيادة

بوكو حرام.. خلافات في هرم القيادة

في الأسبوع الماضي، تسبب خلاف على قيادة الجماعة المتطرفة بوكو حرام في كشف أن هناك تمردًا داخل الجماعة منذ ست سنوات، والذي قد يشير إلى اقتراب نهايتها. وقال موقع أوول أفريكا: إن جماعة بوكو حرام الإرهابية أصبحت فعليًّا أخطر جماعة إرهابية في العالم عام 2014، وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي لعام ٢٠١٥ الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام.

كما أن المقالات المنشورة بمجلة داعش على شبكة الإنترنت لم تقل صراحة إن برناوي حل محل الزعيم أبو بكر شيكاو منذ عام ٢٠٠٩، ورغم أن بوكو حرام أخفت زعيمها الفعلي، إلَّا أن المعنى الواضح وضوح الشمس هو أن برناوي الزعيم الفعلي لجماعة بوكو حرام، بل إن برناوي أطلق بيانًا هاجم فيه شيكاو، متهمًا إياه بأنه كان يعيش في ترف، في حين كان يتم تجويع النساء والأطفال.

تلك التصريحات من برناوي بلبلت الرأي العام العالمي وطرق مواجهة الجماعة المتطرفة؛ مما زاد الأمر غموضًا حول جماعة بوكو حرام وما يدور فيها فعليًّا، خاصة بعد أن كان الجيش النيجيري قد أعلن قتل شيكاو، ثم هدم شيكاو كل الآمال التي تعلقت بهذا الإعلان، عندما صرح أنه على قيد الحياة، ولا يزال يسيطر على بوكو حرام.

تلك الأحداث المتوالية التي يشوبها القلق والإحباط، أعطت انطباعًا بنهاية القصة بأكملها، وأنها علامة الهزيمة وفقدان السلطة والسيطرة على التمرد، وبالتالي فإنه وجود صدع في تنظيم بوكو حرام.

ورغم أن بوكو حرام في الواقع تغلبت على الجيش النيجيري، إلَّا أنها فقدت معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها، لكنها ما زالت تشن هجمات في شمال نيجيريا وعبر الحدود القريبة، ولن يكون هناك صراع على القيادة إذا صح أن برناوي هو الذي أصبح الزعيم الجديد. أما في حالة إعلان شيكاو أنه لا يزال في السلطة، فستكون هناك اشتباكات، وستقاتل جماعة بوكو حرام بعضها بعضًا.

ومع ذلك يرجع الصراع على السلطة إلى عاملين، أولهما أن برناوي يعتبر أكثر المنظرين الأساسيين في شمال شرق البلاد، كما أن لديه ميزة أخرى تدعمه، والثاني ادعاؤه أنه ابن محمد يوسف مؤسس بوكو حرام الذي قتل في عام ٢٠٠٩ أثناء احتجاز الشرطة له، لكن يبدو أن هذا الادعاء لكسب المقاتلين في صفه؛ لأن المعلومات تقول إن مؤسس بوكو حرام لم ينجب، ولم يعرف له أبناء.

منافسة شيكاوي وبرناوي لكسب عقول وقلوب مقاتليهم أثرت بالسلب على معنويات المقاتلين، خاصة بعد الهجوم العسكري المستمر من قوة المهام المشتركة الإقليمية.

في إبريل أعلن الجيش النيجيري أن ما يقرب من 800 من أعضاء الطائفة من مركز إعادة تأهيل الجهاديين السابقين استسلموا للحكومة النيجيرية. وسواء كان بسبب التعب، أو ببساطة لأنهم أرادوا الانضمام إلى مجتمعاتهم المحلية، إلَّا أن استسلامهم يكشف عن شعور ضمني بخيبة الأمل مع التمرد.

ويظهر ذلك واضحًا من تصريحاتهم عن أسباب استسلامهم بأنهم تعبوا، ولم يعد الانضمام إلى بوكو حرام عليهم بالنفع، بل تسببوا في خراب ودمار شعبهم؛ لذلك قالوا في نهاية تصريحاتهم تلك: لقد تركنا بوكو حرام تذهب للجحيم وحدها.
البديل

Navigate through the articles
Previous article احذروا الإنفجار بسبب هذا الإتّجار مراسم الاحتفال بیوم افریقیا فی طهران Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع