المقالات و التقارير > الأحزاب المغربية خلايا نائمة

الأحزاب المغربية خلايا نائمة

ربما يتساءل الكثير أو البعض منكم هل حقا نتوفر على كتلة حزبية وعلى التعددية حقا،أم فقط هو مجرد خيال وهمي وأقوال الإعلام وما تكتبه بعض الأقلام أم ماذا؟. ففي كل موسم انتخابي نرى حوالي 40 حزبا يتسابقون ويتنافسون في ما بينهم نحو المناصب والمكاسب ببرامج متشابهة، لكن على أرض الواقع لانرى من هذه الأحزاب إلا أربعة أوخمسة فقط تتناطح فيما بينها في الساحة السياسية بصفة خاصة وعلى الساحة الوطنية بصفة عامة وبالتالي نجد مجموعة من الأسئلة تطرح نفسها بنفسها أين ذهبت كل هذه الأحزاب؟ وأين يكمن الخلل في إخفائها حتى أصبحت كالجمعيات تظهر وتختفي ولا تتصارع وسط الحلبة؟.

فإذا رجعنا إلى الفصل 28 من الدستور فنجده يقول بأن القانون يحدد قواعد تنظيم وسائل الإعلام العمومية ومراقبتها. ويضمن الاستفادة من هذه الوسائل، مع احترام التعددية اللغوية والثقافية والسياسية للمجتمع المغربي.

فالإعلام العمومي نجده دائما يوجه مدفعية أقلامه وكاميراته نحو بعض الأحزاب فقط في حين يتم إبعاد العين الثالثة للإعلام عن الأحزاب الأحزاب الأخرى، وذلك حتى تعطي هي كذلك رأيها في مايدور في فلك المشهد الواقعي للسياسة المغربية.

كما أن هذه الأحزاب هي أحزاب لاتتوفر على شخصيات قوية أو ما يعرف بالصقور الحزبية، والتي تدافع عن قضية الحزب وقضايا الوطن أمام الأحزاب الأخرى. بالإضافة إلى إفتقادها لشبيبة قوية بشريا وتنظيميا وكذلك غياب فصائل طلابية تمثلها وترفع إسمها من داخل الجامعات.

كما أن هذه الأحزاب الصغيرة لاتتوفر على الدعم الكافي، وذلك من أجل تطوير وسائل عملها تمكنها من إصدار جرائد تتكلم بلسانها ومواقع إخبارية تدافع عنها وتمثلها إعلاميا وخاصة في ظل التزايد المفرط للمواقع الحزبية حتى أصبح كل صحفي يطلق عنان قلمه من أجل الدفاع عن رأي حزبه، ولايهم أن يكون هذا رأي هو رأي خاطيء المهم هو أن يقول الحزب كلمته.

ليبقى السؤال المطروح هل حقا كل الأحزاب المغربية تتوفر على كلمة أو رأي، أما أنها أحزاب تعارض فقط من أجل المعارضة وخلق البلبلة في المجتمع حتى يقال قال فلان؟. هذا السؤال جوابه واضح كالشمس والواقع الذي نعيشه هو الذي يجيب عنه خاصة نحن المواطنين مراقبين للمشهد السياسي بالمغرب الذي يحتضر عند كل موسم إنتخابي.

فكل الأحزاب تقول كلمتها ليس من أجل الإصلاح وإيجاد مخرج عادل لمشكل ما، وإنما تعارض فقط من أجل المعارضة وخلق البلبلة، فهي تعارض ولكن عندما تقول لها ما هو الحل في نظركم؟ يكون الجواب على سؤالك هو إبحت عن الحل بنفسك.

وبالتالي تبقى الأحزاب المغربية مجرد خلية نائمة تستيقظ متى شاءت وتقول كلمتها إلا في الأعراس الإنتخابية، وذلك راجع إلى مجموعة من الأسباب والتي سبق وأن ذكرتها من قبل.
البديل

Navigate through the articles
Previous article ماذا بعد بنغازي؟! «الشباب» الصومالية ذريعة الغرب للتدخل في إفريقيا Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع