المقالات و التقارير > الصين وزيمبابوي.. مصالح مشتركة تعزز العلاقات

الصين وزيمبابوي.. مصالح مشتركة تعزز العلاقات

تربط الصين وزيمبابوي علاقات استراتيجية تتنامى يومًا تلو الآخر، فالثروات المعدنية المهمة والفرص الاقتصادية التي تمتلكها زيمبابوي جعلتها أحد أصدقاء الصين.

في نهاية العام الماضي، عندما زار الرئيس الصيني شي جين بينغ جنوب إفريقيا خلال منتدى التعاون الصيني الإفريقي، تعهد بمنح جنوب إفريقيا 60 مليون دولار للتنمية الإفريقية، وتزين الطريق إلى مطار هيراري بملصقات ضخمة ترحب بالرئيس الصيني كتب عليها «مرحبًا بصديق السراء والضراء» في زيمبابوي، وضم الوفد الصيني نحو 200 مسؤول كانوا حريصين على توطيد العلاقة بين البلدين.

وقبيل هذه الزيارة، قال الصحف المحلية: إن الصين ستنقذ زيمبابوي، حيث لم تكن العلاقات الاقتصادية هي الوحيدة التي تربط الصين بزيمبابوي، كما كانت دائمًا تصرح الصين بأن علاقاتها في إفريقيا استثمارية واقتصادية بحتة وليس لها أي علاقة بالسياسة، لكن الرئيس الصيني ذهب من قبل لزيمبابوي للمساعدة في انتقال الحكم، من خلال دعم نائب الرئيس ايمرسون منانجاجوا علنًا، حيث تربطه علاقات طويلة مع الصين، وكانت تلك نقطة تحول لسياسة واقتصاد زيمبابوي وسير الاستراتيجية الصينية في إفريقيا بوجه عام.

الصين تقدّر بالتأكيد شراكاتها في إفريقيا، وتهتم باتصالاتها مع زيمبابوي المهمة. فالمصالح الصينية في زيمبابوي ترتكز في استغلال المعادن الموجودة بالبلاد، فضلًا عن أن الصين رغم توسعها، إلَّا أنها دولة لم تستول على جميع المصالح في منطقة جنوب إفريقيا، ولذلك رأت زيمبابوي في الصين الصديق الذي ليس له أطماع كالولايات المتحدة الأمريكية.

 عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الدولية التي تجمع الصين بالقارة الإفريقية، فإن زيمبابوي تعتبر إحدى اهتمامات الصين بالقارة السمراء، كما أن مشاركة بكين في البلاد الإفريقية لا تدخل ضمن دول «الاستعمار الجديد» التي تتوسع في العالم الثالث.

تسعى الصين خلال الفترة الراهنة إلى التحول من النمو الصناعي، الذي يعتمد على الموارد لاقتصاد قائم على المعرفة أكثر توجها نحو الخدمات، وهذا سيستغرق وقتًا، لذا ذهبت الصين للحصول على الموارد في إفريقيا، خاصة مع تراجع التجارة، حيث كان لذلك أثر كبير على الاقتصادات التي تعتمد على الموارد في إفريقيا وخارجها.

وفي هذا السياق قال موقع أفريكان اريجمنتس: رغم مواردها المعدنية الكبيرة، إلَّا أن زيمبابوي ما زالت صديقًا رمزيًّا للصين، وبطبيعة الحال فإن الاقتصاد السياسي للعلاقة مختلف جدًّا عما كانت عليه خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث تحولت الاتصالات بين البلدين من مسألة تضامن إلى استفادة ومصالح مشتركة بين البلدين نتيجة الصفقات المختلفة، التي تم توقيعها خلال السنوات الأخيرة التي أدت إلى دعم صناعة التعدين والاستثمارات في الطاقة والبنية التحتية، ودعم قطاع الأمن، ومساندة زيمبابوي على الصعيد الدبلوماسي.

وخلال زيارة الوفد الصيني الأسبوع الماضي إلى زيمبابوي، تم توقيع بعض الاتفاقات منها إعادة تأهيل محطة توليد الكهرباء هوانجي، والالتزام بتقديم المساعدة في بناء مبنى جديد للبرلمان، ووعد بشطب الديون التي تصل قيمتها لنحو 40 مليون دولار، فضلًا عن وعود أخرى استثمارية في المستقبل.

البديل


Navigate through the articles
Previous article القرضـــاوى..مزيـــج من الخرف والفتنة! انحلال جهاز المخابرات الجزائري Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع