المقالات و التقارير > «الأورومو» والنظام الإثيوبي

«الأورومو» والنظام الإثيوبي

عقدت حكومتا كينيا وإثيوبيا مؤخرًا اتفاقًا للتعاون في شن الحرب على الحركة الشعبية لتحرير الأورومو، فما هي تلك الحركة وأهدافها التي تسعى إلى تحقيقها؟

الأورومو جماعة عرقية تتواجد في إثيوبيا وشمال كينيا وأجزاء من الصومال، بتعداد 30 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويشكلون واحدة من أكبر الأعراق في إثيوبيا، بما يمثل حوالي 34،49٪ من عدد السكان وفقًا لتعداد عام 2007 في إثيوبيا. لغتهم الأم هي أورومو، وتسمى أيضًا أفان أورومو أو الأورميفا.

وفي هذا السياق قال موقع أثيوميديا الإثيوبي إن جبهة تحرير شعب تيجري (الجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية) تلقت منذ ما يقرب من 25 عامًا مساعدات عسكرية في شكل تدريب وتسليح قوات الأمن، بالإضافة إلى الدعم الدبلوماسي والمالي؛ للقضاء على حركة أورومو، حيث استمرت هذه الحكومات في الحفاظ على النظام الدكتاتوري للسلطة، على الرغم من استمرار المعارضة من قِبَل الشعوب الواقعة تحت الحكم القمعي.

وتتعاون خلال الوقت الراهن قوات الأمن التابعة للحكومة الكينية مع قوات الأمن الإثيوبية ضد اللاجئين من الأورومو، كما تعاون الجانب الكيني في الماضي مع الجيش الإثيوبي لشن حرب ضد نضال شعب أورومو من أجل التحرر، لكنه في النهاية كان غير ناجح.

وعلى أثر هذا التعاون اختطفت قوات الأمن الكينية، بالتعاون مع وكلاء أمن النظام الإثيوبي لاجئين من الأورومو، وتم ترحيلهم إلى إثيوبيا بشكل غير قانوني؛ ليتم قتل كثير من هؤلاء الأشخاص فور وصولهم إلى إثيوبيا، وحُكم على العديد منهم بالسجن المؤبد، كما كانت هناك حالات قتل للقوميين من أورومو في نيروبي على أيدي رجال الأمن الإثيوبي، بالتعاون مع قوات الأمن الكينية.

وحذرت منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان، منها منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس وواتش، ومنظمات اللاجئين، مرارًا السلطات الكينية، مطالبة إياها بإيقاف انتهاك الحقوق المعترف بها دوليًّا للاجئي أورومو في كينيا، ولكن قوات الأمن الكينية واصلت انتهاك حقوق لاجئي أورومو.

وتعمل جبهة تحرير شعب تيجري خلال الوقت الراهن على تشديد الحرب ضد وحدات جبهة تحرير أورومو في الجزء الجنوبي من أوروميا على وجه التحديد، ومن هذا المنطلق يتعاون النظام الإثيوبي مع الجيش الكيني في محاولة لطرد جيش تحرير أورومو من هذه المنطقة، ولكن دون جدوى.

كان نتيجة تلك الحرب غير الشرعية من قِبَل كينيا وإثيوبيا، وتعاونهما لقمع الأورومو وخلق عقبات أمام النضال التحرري لشعب الأورومو المستمر، أن كثَّف شعب الأورومو خلال الأسابيع القليلة الماضية نضاله من أجل التحرر الوطني، عبر المظاهرات السلمية واسعة النطاق من قِبَل طلاب الأورومو في جميع أنحاء أوروميا ضد النظام، ونتيجة لذلك أصبح النظام يائسًا، وبدأ يسعى إلى مساعدة خارجية إضافية، وطلبها هذه المرة من كينيا؛ بهدف خنق وإبعاد نضال شعب أورومو من المطالبة بالحرية والمساواة والسلام.

فيما طالبت جبهة تحرير أورومو السلطات الكينية بالتوقف عن إقحام نفسها في شؤون الشعوب خارج أراضيها وخلق عقبات أمام النضال من أجل التحرر الحقيقي لشعب أورومو.

ووجهت جبهة تحرير الأورومو بيانًا للشعب، تدعو فيه الجميع بالداخل والخارج إلى الوقوف في انسجام تام؛ للدفاع عن أنفسهم ضد هذه المؤامرة التي تهدف لمحو ذلك الشعب، داعية جميع شعوب أورومو للوقوف ضد القوات المسلحة الإثيوبية والكينية؛ من أجل إحباط هذه المؤامرة التي تهدد بقاء أورومو الشعبية، مطالبة شعب كينيا بالضغط على الحكومة الكينية لتنأى بنفسها بعيدًا عن الصراع بين شعب أورومو والنظام القمعي الإثيوبي.

البديل


Navigate through the articles
Previous article الإرهاب يدمر اقتصاد إفريقيا ويهدد وجودها إعلان جامبيا دولة إسلامية Next article
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع