التاريخ        0  951 reads

تقع جمهورية ساحل العاج في غرب قارة إفريقيا، على ساحل المحيط الأطلسي. وقد نالت استقلالها عن فرنسا، عام 1960؛ إلا إنها لا تزال تحتفظ بروابط قوية معها. وتعد جمهورية ساحل العاج من أغنى الدول في تلك المنطقة، بفضل تنوع قطاعها الزراعي، والاهتمام بالمحاصيل التصديرية، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية. بيد أن اقتصاد البلاد تأثر تأثرا شديد بسبب هبوط أسعار الكاكاو، والاضطرابات السياسية، التي عمت البلاد، في عامي 1999 و2000.
عقب الإطاحة بحكومة الرئيس هنري كونان بدييه في انقلاب عسكري وقع في 24 ديسمبر1999، ترأس الجنرال روبرت غوي Robert GUEI حكومة انتقالية، ضمت الأحزاب السياسية الرئيسية. وفي يوليه 2000، قدمت الحكومة العسكرية دستورا جديدا أُقر في استفتاء عام. ونص الدستور على أن المرشح للرئاسة يجب أن يكون مولودا لأبوين إيفواريين ولم يسبق له أن تمتع بأي جنسية أخرى. وقد أدى هذا البند إلى تركيز المناقشات العامة على جنسية ألساني أوتارا، زعيم حزب المعارضة المعروف باسم "التجمع الجمهوري". وقضت المحكمة العليا بأنه غير مؤهل للترشيح في الانتخابات الرئاسية في أكتوبر، والانتخابات التشريعية في ديسمبر 2000، على أسس تتعلق بجنسيته.
أرغمت الاحتجاجات الشعبية الجنرال جيي، الذي كان مرشحاً في الانتخابات، على التنحي، وأتت بمنافسه لوران جباجبو Laurent GBAGBO، من "الجبهة الشعبية الإيفوارية". حاول جباجبو، في السنتين الأوليين من حكمه، تعزيز سلطته؛ ولكنه لم يتمكن من ترويض معارضيه، الذين قاموا بمحاولة انقلاب فاشلة ضده، في سبتمبر 2002. في يناير 2003، مُنحت قوات المتمردين، التي استولت على النصف الشمالي من ساحل العاج، مناصب وزارية في حكومة وحدة وطنية، بموجب اتفاقية للسلام، عُقد في لينا ماركوسيس Linas-Marcoussis, في فرنسا. وبعد توقف دام ثلاثة أشهر، استأنف الرئيس جباجبو والمتمردون، في ديسمبر 2003، تنفيذ اتفاقية السلام. بيد أن القضايا العرقية، التي أشعلت الحرب الأهلية، مثل إصلاح الأراضي ومادة الدستور، التي تمنع العاجيين، ممن لهم أصول أجنبية، من الترشح للرئاسة، لم تجد حلاً بعد. ولم تتمكن الحكومة المركزية، بعد، من فرض سيطرتها على الأقاليم الشمالية؛ ولا تزال التوترات قائمة بين رئيس الجمهورية والمتمردين. ولا تزال في ساحل العاج قوات فرنسية وأخرى غرب إفريقية، للمحافظة على الأمن، والمساعدة في عمليات نزع السلاح وإعادة التأهيل.
في مارس 2007، وقع الرئيس جباجبو وزعيم قوة التمرد جويلام سورو Guillaume SORO، اتفاقية أواجادوجو السياسية. ونتيجة لهذه الاتفاقية أصبح سورو رئيساً للوزراء، واتفق الجانبان على إعادة توحيد البلاد، وتفكيك ما يُسمى "منطقة الثقة"، التي تفصل شمال البلاد عن جنوبها، ودمج قوات المتمردين في القوات المسلحة الوطنية، وإجراء الانتخابات. وبقى عدة آلاف من الفرنسيين وقوات الأمم المتحدة في ساحل العاج، لمساعدة الأطراف على تنفيذ التزاماتها، ودعم عملية السلام.

View this article in PDF format Print article
Other articles in this category
ساحل عاج في لمحة واحدة
الجغرافيا
التاريخ
الثقافة
الاقتصاد
السياسة
العسكري
العلاقات الخارجية