التاريخ        0  992 reads

بنين الحالية، هي داهومي، إحدى الممالك البارزة في غرب القارة الأفريقية، التي ظهرت في القرن الخامس عشر الميلادي.
استولت عليها فرنسا عام 1872، وجعلتها مستعمرة فرنسية. وحصلت على استقلالها، في 1 أغسطس 1960، تحت اسم "جمهورية بنين".
تشكلت مملكة داهومي من مزيج من الجماعات العرقية في سهل أبومي. يعتقد المؤرخون أنه ربما تسبب انعدام الأمن الناجم عن تجارة العبيد إلى الهجرات الجماعية إلى أبومي الحالية بما في ذلك بعض الأجا وهم من شعب الجبي والذين يعتقد أنهم أسسوا المدينة. اختلط أولئك الأجا الذين عاشوا في أبومي مع شعب فون المحلي وأيضاً شعب جبي مما خلق مجموعة عرقية جديدة تعرف باسم "داهومي". وكانت عاصمتها أبومية
يعتقد بأن شعب جبي يعود لسلالة من المهاجرين الويو. أصبح جانجنيهيسو (و هو من الأسرة الحاكمة لأجا والذي قدم في القرن السادس عشر مع مجوعات الأجا من تادو واستقروا وحكموا ما هو الآن أبومي وألادا وبورتو نوفو) أول حاكم لمملكة داهومي. امتلكت داهومي ثقافة عسكرية هدفت إلى تأمين وتوسيع حدود المملكة الصغيرة وعاصمتها أبومي الحالية.
اشتهرت مملكة داهومي بثقافتها وتقاليدها. دربت في كثير من الأحيان الصبية الصغار ليصبحوا جنوداً وعلمتهم التقاليد العسكرية للملكة حتى ينضموا للقوة البحرية عندما يبلغوا العمر المناسب. عرفت داهومي أيضاً بكتيبة نخبة نسائية تدعى أهوسي أو "أمهاتنا" بلغة فونجبي، والتي عرفها الأوروبيون باسم الداهوميون الأمازونيون. أعطى هذا التركيز على الجانب العسكري والنجاحات التي حققتها المملكة لقب "سبارتا السوداء" من قبل المراقبين الأوروبيين والمستكشفين في القرن التاسع عشر مثل السير ريتشارد بيرتون.
باع ملوك داهومي أسراهم رقيقاً للأوروبيين؛ وإلا فإن أولئك الأسرى قتلوا في حفل يعرف باسم التقليد السنوي. وصلت مكاسب ملوك داهومي منذ 1750 تقريباً نحو 250,000 جنيه استرليني سنوياً جراء تجارة العبيد. رغم أن قادة داهومي ظهروا معارضين لتجارة العبيد بداية، إلا أنها ازدهرت في منطقة داهومي لما يقرب من ثلاث مائة سنة (بدءا من عام 1472 باتفاق تجارة مع التجار البرتغاليين)، مما أعطى المنطقة تسمية "ساحل الرقيق". أدت بروتوكولات البلاط الملكي التي تطلبت قطع رؤوس أسرى حروب المملكة إلى تراجع أعداد العبيد المصدرين. تراجع العدد من 20,000 سنوياً في بداية القرن السابع عشر إلى 12,000 في بداية القرن التاسع عشر. كما عاد هذا الانخفاض في جانب منه إلى حظر تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي من قبل بريطانيا وغيرها البلدان. استمر هذا التراجع حتى عام 1885، عندما غادرت آخر سفينة عبيد برتغالية ساحل جمهورية بنين الحالية.
بحلول منتصف القرن التاسع عشر، بدأت داهومي تفقد مكانتها كقوة إقليمية. وهذا ما مكن الفرنسيين من السيطرة على المنطقة في 1892. في عام 1899، ضم الفرنسيون الأرض التي تعرف باسم داهومي الفرنسية إلى مستعمرة غرب أفريقيا الفرنسية. في عام 1958، منحت فرنسا الاستقلال لجمهورية داهومي والاستقلال التام اعتبارا من 1 أغسطس 1960. كان هوبير ماغا الرئيس الذي قاد البلاد للاستقلال.
على مدى السنوات الاثنتي عشرة القادمة، ساهمت الصراعات العرقية في فترة من الاضطراب. كان هناك العديد من الانقلابات والتبدلات في النظام، مع أربع شخصيات مهيمنة - هوبير ماغا وسورو أبيتي وجوستين أهوماديغبي وإميل ديرلين زينسو - حيث مثل الثلاثة الأوائل مناطق إثنية مختلفة من البلاد. اتفق هؤلاء الثلاثة على تشكيل مجلس الرئاسة بعد أعمال عنف شابت الانتخابات عام 1970.
في 7 مايو 1972، انتقلت السلطة إلى ماغا أهوماديغبي. يوم 26 أكتوبر 1972 أطاح الجنرال ماثيو كيريكو بالثلاثي الحاكم ليصبح الرئيس مشيراً إلى أن البلاد لن "تثقل نفسها بنسخ الأيديولوجية الأجنبية، وأنها لا تريد الرأسمالية ولا الشيوعية ولا الاشتراكية"، وثم في 30 نوفمبر أعلنت البلاد ماركسية رسمياً تحت سيطرة المجلس العسكري للثورة التي أممت صناعة النفط والبنوك. في 30 نوفمبر 1975، سميت البلاد جمهورية بنين الشعبية.
في عام 1979، تم حل لجنة المصالحة الوطنية ورتب كيريكو الانتخابات ليكون المرشح الوحيد المسموح به. أقام علاقات مع جمهورية الصين الشعبية وكوريا الشمالية وليبيا، ووضع ما يقرب من جميع الشركات والأنشطة الاقتصادية تحت سيطرة الدولة مما تسبب في جفاف الاستثمار الأجنبي في بنين. حاول كيريكو إعادة تنظيم التعليم، مما أدى إلى نزوح جماعي للمعلمين جنبا إلى جنب مع عدد كبير من غيرهم من المهنيين. مول النظام نفسه عن طريق التعاقد بتصريف النفايات النووية الفرنسية.
في عام 1980، تحول كيريكو إلى الإسلام وغير اسمه الأول إلى أحمد ومن ثم غير اسمه مرة أخرى مدعيا أنه ولد مسيحياً من جديد.
في عام 1989، اندلعت أعمال شغب لأن النظام لم يكن لديه المال لدفع مرتبات الجيش وانهار النظام المصرفي. في النهاية تخلى كيريكو عن الماركسية. كما أجبرت اتفاقية كيريكو على إطلاق سراح السجناء السياسيين وتنظيم انتخابات.
تم تغيير اسم البلاد إلى جمهورية بنين في 1 مارس 1990 حالما اكتمل تشكيل دستور البلاد بعد إلغاء الماركسية اللينينية في 1989. في عام 1991، خسر كيريكو الانتخابات لصالح نيسيفور سوغلو، وأصبح أول رئيس أفريقي أسود يتنحى بعد الانتخابات. عاد كيريكو إلى السلطة بعد فوزه في الانتخابات عام 1996. في عام 2001، أسفرت نتائج الانتخابات المتقاربة جداً بفوز كيريكو بولاية أخرى، وبعد ذلك ادعى خصومه وجود مخالفات انتخابية.
لم يترشح كيريكو والرئيس السابق سوغلو لانتخابات عام 2006، حيث منعا بقيود الدستور من حيث شروط المرشحين للرئاسة. أشيد بكيريكو على نطاق واسع لعدم بذله أي جهد لتغيير الدستور بحيث يتمكن من البقاء في منصبه مرة أخرى على عكس العديد من الزعماء الافارقة.
يوم 5 مارس 2006، عقدت انتخابات اعتبرت حرة ونزيهة. أسفرت الانتخابات عن جولة الإعادة بين بوني يايي وادريان هونغبيدجي. حصلت انتخابات الاعادة يوم 19 مارس وفاز بها بوني الذي تولى منصبه يوم 6 أبريل. حصد نجاح الانتخابات العادلة متعددة الأحزاب في بنين الثناء على الصعيد الدولي. يعتبر قلة أن بنين نموذج للديمقراطية في أفريقيا، رغم سجلها الديمقراطي القصير.

View this article in PDF format Print article
Other articles in this category
بنين في لمحة واحدة
الجغرافيا
التاريخ
الثقافة
الاقتصاد
السياسة
العسكري
العلاقات الخارجية