التاريخ        0  792 reads

سكن الأرض الأفريقية التي تعرف الآن باسم مالاوي مجموعة ضئيلة للغاية من الصيادين وجامعي الثمار قبل أن تبدأ هجرات البانتو من الشمال حوالي القرن العاشر. رغم أن معظم البانتو واصلوا الهجرة جنوباً استقرت البعض بشكل دائم وأسست قبائل على أساس النسب المشترك. بحلول عام 1500 م، أنشأت تلك القبائل مملكة امتدت من شمال ما يعرف الآن نخوتوكاتا إلى نهر زمبيزي ومن بحيرة مالاوي إلى نهر لوانغوا في ما هو الآن زامبيا.
بعد وقت قصير من عام 1600، وبعد توحيد المنطقة في معظمها تحت حكم حاكم واحد، بدأ رجال القبائل الأصليين بالتواصل والتجارة والتحالف مع التجار وأفراد الجيش البرتغالي. بحلول عام 1700 انقسمت الإمبراطورية إلى مناطق سيطرت عليها قبائل عدة، وهو ما لاحظه البرتغاليون أثناء جمعهم للمعلومات.
وصل ديفيد ليفينغستون بحيرة ملاوي (حينها بحيرة نياسا) في عام 1859، عندما كانت تعرف ملاوي باسم نياسالاند تحت الحكم البريطاني. وفي مثال جلي على ما يطلق عليه أحياناً "الخط الابيض الرفيع" من السلطة الاستعمارية في أفريقيا، تم تشكيل حكومة استعمارية نياسالاند عام 1891. منح المسؤولون ميزانية 10,000 جنيه استرليني للعام وهو ما كان كافياً لتوظيف عشرة مدنيين أوروبيين واثنين من ضباط الجيش وسبعين من سيخ البنجاب و85 من الحمالين من زنجبار. كان من المتوقع بذاك العدد القليل من الموظفين إدارة وتنظيم إقليم بمساحة حوالي 94,000 كم2 ويضم ما بين مليون أو مليوني نسمة.
في عام 1944، تم تشكيل مؤتمر نياسالاند الأفريقي من قبل الأفارقة من نياسالاند لتعزيز المصالح المحلية للحكومة البريطانية. في عام 1953، ربطت بريطانيا نياسالاند بكل من روديسيا الشمالية والجنوبية في ما كان يعرف باسم اتحاد وسط أفريقيا لأسباب سياسية في المقام الأول. أثار الاتحاد معارضة من القوميين الأفارقة ونال مؤتمر نياسالاند الأفريقي شعبية. كان هاستينغز كاموزو باندا من المعارضين النافذين للاتحاد وهو طبيب تعلم في أوروبا وعمل في غانا والذي أقنع بالعودة إلى نياسالاند عام 1958 للمساعدة في القضية الوطنية. انتخب باندا رئيساً للمؤتمر وعمل على تعبئة المشاعر الوطنية قبل أن تسجنته السلطات البريطانية في عام 1959. أطلق سراحه عام 1960، وطلبت مساعدته في صياغة دستور جديد لنياسالاند بوجود عبارة تمنح الأفارقة الأغلبية في المجلس التشريعي للمستعمرة.
في عام 1961، حصل حزب باندا مؤتمر ملاوي على الأغلبية في انتخابات المجلس التشريعي وأصبح رئيس الوزراء في عام 1963. تم حل الاتحاد عام 1963 وفي 6 يوليو عام 1964 استقلت نياسالاند عن الحكم البريطاني وأعادت تسمية نفسها ملاوي. بموجب الدستور الجديد، أصبحت ملاوي دولة حزب واحد - حزب مؤتمر ملاوي - في عام 1966 وفي عام 1970 أعلن باندا نفسه رئيساً مدى الحياة. حكم باندا البلاد لما يقرب من 30 عاماً بقبضة حازمة حيث قمع المعارضة وضمن غياب أي معارضة شخصية.
على الرغم من شدته السياسية، إلا أن الاقتصاد المالاوي في عهد باندا كان مثالاً على كيف يمكن لدولة فقيرة غير ساحلية مكتظة بالسكان وتفتقر للثروة المعدنية أن تحقق التقدم في كل من الزراعة والتنمية الصناعية. أثناء وجوده في منصبه استغل سيطرته على البلاد وشيد إمبراطورية أعمال أنتجت في نهاية المطاف ثلث الناتج المحلي الإجمالي للبلاد ووظفت 10 ٪ من القوة العاملة المأجورة.
تحت الضغط المتزايد للحصول على الحرية السياسية، وافق باندا على استفتاء عام 1993، حيث صوت الشعب للديمقراطية متعددة الأحزاب. في أواخر عام 1993 تم تشكيل مجلس رئاسي، وألغيت الرئاسة مدى الحياة، ووضع دستور جديد موضع التنفيذ مما أنهى حكم حزب مؤتمر ملاوي. أجريت أول انتخابات متعددة الأحزاب في ملاوي عام 1994 وأصبح باكيلي مولوزي رئيساً. ظل مولوزي رئيساً حتى عام 2004 عندما انتخب بينجو وا موثاريكا. بالرغم من وصف البيئة السياسية بأنها "صعبة" فإن النظام متعدد الأحزاب ظل قائماً في ملاوي في 2009. جرت انتخابات برلمانية تعددية حزبية ورئاسية للمرة الرابعة في مالاوي في مايو 2009 حيث أعيد انتخاب الرئيس موثاريكا على الرغم من الاتهامات بتزوير الانتخابات من قبل منافسه.
ينظر للرئيس موثاريكا من قبل البعض بأنه ذو نزعة استبدادية متزايدة ورافض لحقوق الإنسان وفي يوليو 2011 اندلعت احتجاجات على ارتفاع تكاليف المعيشة والعلاقات الخارجية المتدهورة وسوء الإدارة ونقص احتياطيات النقد الأجنبي. خلفت الاحتجاجات 18 قتيلاً وإصابة ما لا يقل عن 44 شخصاً آخرين بالأعيرة النارية.

View this article in PDF format Print article
Other articles in this category
ملاوي في لمحة واحدة
الجغرافيا
التاريخ
الثقافة
الاقتصاد
السياسة
العسكري
العلاقات الخارجية