20101226
فرانس 24
وصف معسكر لوران غباغبو تهديدات دول غرب أفريقيا عشية وصول وفدها المكون من ثلاثة رؤساء إلى أبيدجان، باستعمال القوة لإرغامه على التنحي من السلطة بالـ"غير المقبولة" وحذر من العواقب الخطيرة لعملية قد تقود البلاد إلى "حرب أهلية".
حذر لوران غباغبو الذي تهدد الدول المجاورة بازاحته عسكريا، من العواقب الاقتصادية والانسانية الخطيرة لعملية من هذا النوع ستثير الشعور الوطني لسكان ساحل العاج وقد تقود هذا البلد الى "حرب اهلية".
واستخدم اهوا دون ميلو المتحدث باسم حكومة غباغبو عبارات قاسية للتنديد بالقرار "غير المقبول" لقادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا الاطاحة بغباغبو بالقوة اذا ما رفض التنحي.
ورأى ان هذا القرار "مؤامرة من المعسكر الغربي بقيادة فرنسا"، القوة الاستعمارية السابقة التي اعترفت ومعها كامل المجتمع الدولي تقريبا بفوز الحسن وتارا في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية. كما اعتبر ان هذا القرار "سيثير المشاعر الوطنية" في ساحل العاج اذا ما تمت ترجمته عمليا بحسب قوله.
وحرص دون ميلو الذي يشغل منصب وزير التجهيز في حكومة غباغبو على التذكير بان بلاده "ارض هجرة" حيث يعيش ويعمل ملايين الرعايا من دول غرب افريقيا.
فعلى الرغم من عقد من الازمات السياسية التي عصفت بالبلاد والعائدة بجزء منها الى مفهوم المواطنة في هذا البلد الذي يعطي الاولوية للسكان الاصليين، لا تزال ساحل العاج وهي المصدر الاول عالميا للكاكاو وصاحبة احتياطي نفطي كبير، قوة اقتصادية مهمة في المنطقة.
وباشر معسكر غباغبو باعلان تهديده متوعدا من يريدون التدخل عسكريا بان مواطني ساحل العاج سيتجندون للتعرض لجميع الاجانب من الدول المجاورة وممتلكاتهم.
وقال دون ميلو ان "كل دول (غرب افريقيا) لديها رعايا في ساحل العاج، ويعلمون انهم ان هاجموا ساحل العاج من الخارج، فسيتحول الامر الى حرب اهلية في الداخل"، مشككا بامكانية حصول تدخل عسكري لارغام غباغبو على التنحي.
وتساءل "هل بوركينا فاسو مستعدة لقبول عودة ثلاثة ملايين من مواطنيها" من ساحل العاج الى بلدهم الاصلي؟
واضاف ان "شعب ساحل العاج سيتجند" في وجه الضغوط التي "تؤجج وطنيته".
ومن المتوقع وصول وفد من دول غرب افريقيا برئاسة ثلاثة رؤساء دول - بوني يايي (البنين) وارنست كوروما (سيراليون) وبدرو بيريس (الراس الاخضر) - الى ابيدجان الثلاثاء. وهؤلاء الثلاثة لا يثيرون حفيظة لوران غباغبو على عكس اخرين مثل عبد الله واد رئيس السنغال وغودلاك جوناثان الرئيس النيجيري الذي اطلقوا مواقف متقدمة في انتقاده ودعم خصمه.
واعلن وزير خارجية بنين جان ماري اهوزو السبت ان الرؤساء الثلاثة سيقدمون ويشرحون لغباغبو "رسالة" المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا وفيها تفضيل "للخروج من الازمة عبر الحوار".
واضاف "سيتباحثون مع الرئيس غباغبو لاقناعه وحمله على التنحي عن السلطة من دون انتظار".
ومن الواضح ان الرفض شبه المؤكد الذي سيبديه لوران غباغبو على طرح الخروج الهادئ من السلطة وتسليمها للحسن وتارا لن يؤدي الا الى زيادة تشدد مواقف الاطراف كافة، مع خطر اندلاع اعمال عنف اسوأ من تلك التي نددت بها الامم المتحدة التي تحدثت عن سقوط 173 قتيلا بين 16 و21 كانون الاول/ديسمبر.
وبحسب الامم المتحدة، فان اعمال العنف هذه مصدرها بشكل رئيسي الاستخدام "المفرط" للقوة من جانب الملسحين الذين لا يزالون يعلنون ولاءهم للوران غباغبو في مواجهة معارضيه او الذين يفترض انهم كذلك.
وكانت الارقام التي قدمتها الامم المتحدة موضع تشكيك السبت لدى وزير الداخلية في حكومة غباغبو، اميل غيرييولو الذي تحدث عن سقوط 25 قتيلا من بينهم 14 عنصرا امنيا جراء اعمال العنف.
ولا يزال باستطاعة لوران غباغبو الذي بات كمن يقف وحيدا في مواجهة العالم اجمع تقريبا والخاضع مع مقربين منه الى عقوبات دولية، الاعتماد على الدعم الخارجي من حليفته الوفية انغولا التي نفت الاحد نشرها جنودا انغوليين في ساحل العاج منددة بموقف المجتمع الدولي الذي سيقود "بما لا يمكن تجنبه" الى الحرب.
ونقلت وكالة الانباء الانغولية الرسمية عن بيان حول الازمة في ساحل العاج ان "الحكومة الانغولية تدين بشدة حملة التشويه التي افادت ان مرتزقة او جنودا انغوليين شوهدوا في ساحل العاج".
وفي الداخل، يبقى وزير الشباب في حكومته شارل بلي غوديه احد اكثر الاوفياء لغباغبو. ويقوم هذا الوزير الذي يرئس حركة "الوطنيين الشباب" بتعبئة انصاره للمشاركة في تجمع ضخم سيقام الاربعاء في ابيدجان للدفاع عن "كرامة وسيادة" ساحل العاج.