اثيوبيا

رغم أن اثيوبيا من أكثر الدول الغنية بالأنهار، إلا إنها تواجه كل فترة أزمة جفاف واسعة، فقد شهدت أديس أبابا في الفترة الأخيرة موجة من أسوأ موجات الجفاف التي اجتاحت البلاد منذ ما يقرب من خمسين عامًا، حيث تفاقم الوضع أكثر؛ بسبب ظاهرة النينو التي تؤثر على دول شرق إفريقيا وجنوبها، وتأثر ما يقرب من عشرة ملايين شخص في إثيوبيا من الجفاف، فيما حذرت وكالات الإغاثة من أن الوضع قد يزداد سوءًا.


ما هي ظاهرة النينو؟

هي ظاهرة مناخية طبيعية بحسب الأرصاد الجوية تحدث كل ثلاث سنوات في المحيط الهادئ، وهي ارتفاع في درجة حرارة سطح المحيط، وتستمر لمدة خمس سنوات؛ نتيجة لتسخين القسم الشمالي من المحيط الهادي، وتتسبب في تبدلات مناخية في كل الكرة الأرضية، وتتمثل في الجفاف والفيضانات وتدمير المحاصيل الزراعية.

ودائمًا ما تكون إفريقيا من أكثر المناطق المتأثرة، إذ يتوقع الخبراء أن يصل نقص الطعام إلى أقصى مستوياته في هذه المنطقة، بعد انتشار ظاهرة النينو، التي جعلت عام 2015 الأدفأ في التاريخ. ويقول نيك كلينغامان، من جامعة ريدينج إنه “وفقًا لبعض المقاييس، فهذه السنة هي الأقوى في حدوث ظاهرة النينو، ويعتمد الأمر على طريقة القياس”.

وتابع: «نرى في بعض البلاد الاستوائية تراجعًا كبيرًا في كمية الأمطار، يبلغ حوالي 20-30 في المائة، وعانت إندونيسيا وإثيوبيا من جفاف شديد من هذه الظاهرة». تصريحات كلينغامان أكدتها وكالة الإغاثة العالمية التي تقول إن ثلث المتضررين من هذه الظاهرة في إثيوبيا، إذ يتوقع أن يصل عدد من يحتاجون مساعدات إنسانية إلى 10.2 مليون شخص خلال عام 2016. وقالت الأمم المتحدة إن الوضع الغذائي يزداد سوءًا في إثيوبيا، في ظل المجاعة التي باتت تهدد ملايين الإثيوبيين في مناطق مختلفة من البلاد، وتزداد الأضرار في إثيوبيا الناتجه عن ظاهرة النينو عن المناطق الأخرى؛ لأنها تعتمد بشكل كبير في زراعتها على الأمطار.

وأدت تلك الأزمة في إثيوبيا إلى هروب أكثر من 80 ألف إثيوبي من أكثر المناطق تضررًا، وذهابهم لليمن عام 2015. ويعيد هذا الجفاف إلى أذهان الإثيوبيين ذكريات قاتمة عن المجاعات الرهيبة التي حصدت أرواح ملايين الأشخاص عام 1980، خصوصًا بسبب عمليات الترحيل القسرية التي قام بها النظام آنذاك.

تأثير الأزمة على ملف سد النهضة

ارتكزت إثيوبيا في استراتيجيتها الدائمة حيال سد النهضة على تعريف المجتمع الدولي على المجاعات المتلاحقة التي تعرضت لها (خاصة مجاعات الأعوام 1983 – 1985 والتي مات بسببها قرابة مليون إثيوبي) والفقر المدقع الذي يعيشه شعبها؛ نتيجه لفترات الجفاف التي ضربت أديس أبابا في القرن الماضي.

ولعل الحملة الإعلامية الإثيوبية الواسعة لشرح أزمة الجفاف الأخيرة، التي ضربت البلاد نتيجة ظاهرة النينو، لم تستهدف فقط شرح معاناة الشعب الإثيوبي للمجتمع الدولي؛ لإيفائه بالمساعدات المادية، حيث من الواضح أن لها أهدافًا أخرى تتعلق بملف سد النهضة، وهو تعريف المجتمع الدولي بأن أديس أبابا تعد المصدر الرئيسي لمياه النيل، لكن تتعدد فيها المجاعات وحالات الجفاف، الأمر الذي يؤدي إلى كثير من القبول والتعاطف في المحافل الدولية معها.

وتحركت الصين التي تشارك مجموعة من شركاتها في بناء سد النهضة على المستوي الدولي؛ لتعريف العالم بأزمة النينو، حيث أعربت عن انزعاجها من الأزمة التي تواجه إفريقيا، والتى تسببت فى خسارتها لمحاصيلها الزراعية، وخلفت وراءها المجاعات فى عدد غير قليل من بلدانها، في إشارة إلى إثيوبيا وعدد من الدول الأخرى، كما منحت الحكومة الصينية 10 ملايين دولار أمريكي لبرنامج الغذاء العالمي؛ لمساعدة المتضررين من الجفاف في الصومال وإثيوبيا.

هل ستستغل إثيوبيا سد النهضة لمواجهة أزمة الجفاف؟

على الرغم من تعهدات إثيوبيا الكثيرة بأن مشروع سد النهضة للأغراض الكهربائية فقط، وأن ذلك لن يؤثر على حصة مصر المائية، على أساس أن المشاريع الكهربائية لا تحتاج لمياه النيل إلا في وقت التخزين فقط، مؤكدة أنه لن يكون للسد أى أغراض أخرى كالزراعة والشرب والاستثمارات، والتي تؤدي إلى الانتقاص من حصص دول المصب ، إلا أن هناك تحذيرات مصرية كثيرة تخوفت من عدم التزام اثيوبيا بهذا الأمر، مؤكدة أنه من الصعب أن تضع أديس أبابا أمامها مصالح مصر، وتتناسى مصالحها، حيث إنها تعاني بالفعل من أزمات مياه خانقة، وسيكون السد شريان حياة مرة أخرى للقضاء على تحدياتها.

يقول محمد نصر الدين علام وزير الري الأسبق إن وثيقة سد النهضة المعروفة بإعلان المبادئ أعطت لإثيوبيا اليد العليا فى إقرار ما تريد فعله من مياه فى السد؛ لاستخدام هذه المياه فى أغراض مختلفة، مثل الصناعة والشرب والزراعة، بعد أن كانت كل ما تطالب به هو استخدام السد فى توليد الكهرباء فقط، مضيفًا أن مصر وافقت من خلال الوثيقة على استخدام سد النهضة فيما سُمِّيَ بأغراض تنمية أخرى.


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 9:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 5:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 5:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 9:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 9:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 9:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 4:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 4:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 10:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 10:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 7:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 3:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 8:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 6:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 7:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 10:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 5:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 5:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 4:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 4:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 7:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 9:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 9:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 9:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 10:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 10:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 10:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 9:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 6:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 6:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو