وقعت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة كبرى الفصائل المسلحة في دارفور في العاصمة القطرية الدوحة اتفاقا إطاريا ووقفا لإطلاق النار يمهد لإجراء مباحثات لإنهاء النزاع المسلح في الإقليم.
وقال زعيم حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم إنه والرئيس السوداني عمر البشير وقعا الاتفاق الذي سيدخل حيز التنفيذ منتصف هذه الليلة، بحضور أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس التشادي إدريس ديبي والرئيس الإريتري أسياس أفورقي.
وقال موفد الجزيرة عمار عجول إن أسباب تأخير توقيع الاتفاق لنحو أربع سنوات لم تعرف بعد على وجه الدقة، ولكنه أكد أن حضور مندوبين عن حركة تحرير السودان القوى الثورية ومجموعة خارطة الطريق حفل التوقيع شكل مفاجأة كبيرة.
وكان البشير أعلن لدى مخاطبته الجالية السودانية في قطر مساء الاثنين أن الاتفاق سيكون بداية النهاية للحرب في إقليم دارفور، معربا عن تفاؤله بأن يعم السلام الإقليم قبل إجراء الانتخابات الرئاسية والعامة في السودان في أبريل/نيسان المقبل.
وبالتزامن مع توقيع الاتفاق الإطاري، وقع في الدوحة اليوم اتفاق يُوحد بين حركة تحرير السودان القوى الثورية وتضم ست حركات وبين مجموعة خارطة الطريق التي تضم ثماني حركات تحفظت أربع منها على الاتفاق.
واختارت الحركات المتحدة والموجودة جميعها في الدوحة اسما جديدا لها هو حركة التحرير للعدالة وأُسندت رئاستها إلى الدكتور التيجاني سيسي وهو زعيم دارفوري كان حاكما سابقا لإقليم دارفور.
وقال الناطق الرسمي باسم اللجنة الفنية لخارطة الطريق تاج الدين بشير نيام في مقابلة مع قناة الجزيرة إنه يبشر أهل السودان بالاتفاق على توحيد المقاومة المسلحة في دارفور بين حركة أهل السودان (القوى الثورية) التي تمت ترتيباتها بكفرة بليبيا، ومجموعة خارطة الطريق التي تمت ترتيباتها بأديس أبابا، برعاية المبعوث الأميركي.
وقال إن توحيد المقاومة هو "أحسن بشرى نقدمها لأهلنا اللاجئين والنازحين من دارفور"، موضحا أنهم سيبقون مستعدين للسلام، ولكن "مع السلام المشرف الذي يعطي لأهلنا من النازحين واللاجئين حقوقهم المشروعة".
وقال عند سؤاله عن تحفظ مجموعته على اتفاق الإطار الذي سيتم توقيعه هذا المساء بالدوحة، "إننا لم نبد فقط بعض التحفظ، بل أبدينا كل التحفظات لأننا لا ندري كنه اتفاقية الإطار التي يتم التوقيع عليها".
وقال إنهم يرحبون بالجهد الذي بذله الإخوة من تشاد وليبيا ومصر وإريتريا، ولكنه أوضح أنهم لا يمكن أن يكونوا طرفا في شيء "لم نكن جزءا منه، لأننا لا نستطيع أن نتنبأ بما في ذلك الاتفاق".
وأضاف "نحن لم نكن جزءا من هذا وسوف نظل، ولكننا نعاهد الإخوان إن شاء الله، على أننا سوف نوقع اتفاق سلام شاملا مع كل السودان يغطي كافة الوقائع وكافة القضايا، ويكون ملكا لكل السودان وشعب دارفور وليس ملكا لحركة أو جناح".
انسحاب
وكانت حركة العدل والمساواة الديمقراطية مجموعة أديس أبابا قد أعلنت في بيان انسحاب وفدها من منبر سلام دارفور في الدوحة، احتجاجا على الاتفاق الذي أبرم بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة برئاسة خليل إبراهيم في العاصمة التشادية إنجمينا.
وقال البيان إن هذا الاتفاق تم بترتيب من أطراف الوساطة المشرفة على محادثات الدوحة، وهو ما كانت الحركة أعطت نفسها أمس مهلة 24 ساعة للتأكد منه قبل انسحابها.
وقد انتقدت الحركة الاتفاق وقالت إن مصيره إلى الفشل، واعتبرته اتفاقا ثنائيا كاتفاقات سابقة آلت إلى نفس المصير.
وحسب مجموعة أديس أبابا فإن الاتفاق يشمل إطلاق سراح معتقلين بينهم أخ لخليل إبراهيم واحتفاظ الأخير بقواته في دارفور حيث توفر الحكومة لها المؤن والرواتب، وأيضا تسلمها السلطات السياسية والعسكرية في الإقليم الذي سيكون هو حاكما له، مقابل تعاون حركته في حماية مراكز الانتخابات، وتلقيها تعويضات عن خسائرها.
هجمات حكومية
من جهة أخرى قال متمردو حركة العدل والمساواة في دارفور اليوم الثلاثاء إن القوات الحكومية هاجمتهم بعد يومين من توقيع اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار مع الحكومة السودانية.
ونفى الجيش السوداني دخوله في أي اشتباكات مع حركة العدل والمساواة، ولم تؤكد مصادر مستقلة تقرير المتمردين.
وقال أحمد حسين آدم المتحدث باسم الحركة لرويترز إن "قوات ومليشيات حكومية تدعمها طائرات أنتونوف وطائرات هليكوبتر هاجمت رفاقنا وحاميتنا شرقي جبل مون الواقع قرب حدود غرب دارفور مع تشاد"، وأضاف أن الحركة ألحقت بهم الهزيمة.
وسبق أن اتهمت الخرطوم المتمردين بالإعلان عن هجمات لم تحدث على أرض الواقع لكن توقيت تقرير حركة العدل والمساواة، قد يلقي ظلالا على مراسم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في الدوحة المتوقع إتمامه في وقت لاحق اليوم.