ذكر تقرير للأمم المتحدة صادر عن فريق الرصد المعني بالصومال وإريتريا أن الحكومة الصومالية تعاني من الفساد وأن حركة الشباب أكثر فتكاً من أي وقت مضى، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية يوم الاثنين، 31 تشرين الأول/أكتوبر.
ويوثق التقرير بأن أسلحة أرسلت إلى الجيش الصومالي وكان يفترض أن تستخدم للدفاع عن البلاد تم رصدها معروضة للبيع في سوق عام واحد على الأقل حيث قام عناصر من حركة الشباب بشراء الأسلحة.
وأضاف التقرير السري المؤلف من 482 صفحة أن "الفساد المستشري والذي يشكل نظام الحكم لم يتغير بشكل جوهري وقد ازداد سوءاً في بعض الحالات".
وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد سمح العام الماضي برفع حظر الأسلحة عن الصومال جزئياً ليتيح المجال للجيش الصومالي بالتسلح، لكن "بعض الأسلحة والذخيرة تم تحويلها إلى سوق الأسلحة بمقديشو"، حسبما جاء في التقرير.
وعن الوضع المالي للحكومة، قال خبراء الأمم المتحدة إنهم وجدوا "أنماطاً متماسكة من الاختلاس ومعدلات تحويل ما بين 70 و80 في المائة".
وأشار التقرير إلى وجود "مؤشرات عن استخدام أموال محولة لخدمة أجندات حزبية تشكل تهديداً للسلام والأمن".
ويذكر أن ثلث إيرادات ميناء مقديشو الذي يعد مصدراً أساسياً لدخل الحكومة يقدر بملايين الدولارات لا يمكن تحديد مصيره.
من جهة أخرى، غيّرت الشباب تكتيكاتها في وجه العمليات العسكرية المستمرة التي تشنها قوة بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (الأميصوم) المؤلفة من 22 ألف عنصر والغارات الجوية المتكررة وبينها الضربة التي أسفرت الشهر الماضي عن مقتل زعيم الحركة أحمد عبدي غوداني.
ولكن الضربات الجوية والغارات من دون طيار لا تلحق ضرراً كبيراً بالحركة على المدى الطويل، حسبما أكد التقرير.
ولفت إلى أن "الضربات الاستراتيجية أدت بشكل عام إلى مكاسب على المدى القصير لكنها فشلت في القضاء على القدرة الميدانية للحركة. وما من دليل حالياً على قدرتها على 'قهر وتدمير' الشباب".
وأفاد التقرير أيضاً بأن حركة الشباب التي شنت هجوماً في أيلول/سبتمبر 2013 على المركز التجاري وستغيتبنيروبي لا تزال تشكل تهديداً إقليمياً.
وإن الضغط الممارس على مقاتلي الشباب أجبرهم على "توخي الحيطة في الميدان من خلال التشديد على تصدير عنفهمإلى خارج الحدود الصومالية" وإلى منطقة القرن الأفريقي.
وأوضح التقرير أن "قيادات الشباب قادرة على التنسيق وشن الهجمات الناجحة في منطقة القرن الأفريقي إضافة إلى الحفاظ على قدراتها الميدانية لاستهداف الغربيين بشكل خاص في جيبوتيوكينيا ودول أخرى".
وقد خسرت الحركة عدداً من البلدات والموانئ الرئيسية أمام قوات الأميصوم والجيش الصومالي التي حققت تقدماً سيقطع مصدر تمويل أساسي للمتشددين يتمثل في تصدير الفحم إلى دول الخليج بملايين الدولارات.
لكن خبراء الأمم المتحدة حذروا من أن تجارة الفحم مستمرة من دون أن تتأثر على الرغم من أن الموانئ أصبحت تحت سيطرة القوات المتحالفة، وأن حركة الشباب ما زالت تحقق أرباحاً لا سيما من خلال سيطرتها على مواقع الإنتاج ونقاط تفتيش الشاحنات ومن خلال ابتزاز رجال الأعمال.
الصباحي