وقال النائب عن جنوب واجير، عبدالله شيخ ديريه، إن المدارس في شمال شرق كينيا ليست صديقة للمتعلم ولم تتمكن من جذب التلامذة والحفاظ عليهم.

وأضاف أن زعماء الدول المجاورة للصومال يطالبون الحكومة منذ سنوات عدة ببناء مبان لطلاب المدراس الداخلية وتأمين الغذاء للطلاب وتوفير الدعم الحكومي لأقساط المدارس الثانوية وتوظيف عدد كاف من المعلمين لجذب الطلاب البدو والمحافظة على اهتمامهم.

وتابع قائلا "إن الكثير من الأهالي يتمنون أن يرتاد أطفالهم المدرسة ولكن لديهم تحفظات على الأماكن التي يتركونهم فيها للتنقل مع دوابهم. وبسبب النقص الحاصل في المباني، يتنقل الأطفال مع أهاليهم، وهذا التنقل يحرم الأطفال من فرصة التعلم".

وأوضح ديريه أن هذا الوضع دفع بالشبان من ذوي العائلات التي خسرت مواشيها نتيجة الجفاف المستمر في المنطقة أن يكون لقمة سائغة بفم الجماعات الإرهابية".

وأضاف "إن الاهتمام بالمواشي شغل الشباب ولفترة طويلة وأبعدهم عن الجريمة. ولكن الاهتمام بالمواشي الذي يعتبر النشاط الاقتصادي الأساسي بالنسبة إلى المقاطعات يتعرض لخطر الجفاف المتكرر وللأمراض ولغياب السوق المناسبة للحيوانات".

ورأى ان مئات العائلات تركت قطاع الماشية من دون أن يكون لها مهارات أخرى تعتمد عليها.

وأضاف "سيسكنون بشكل غير قانوني في المراكز المدنية. فمن دون التعلم لا يمكنهم المنافسة على فرص عمل جديدة. وبالتالي يصبح الشباب هدفا جديدا للجماعات الإرهابية المتنقلة".

وقال أحمد آدن حسن، 46 عاما، وهو اسكافي من وسط مدينة واجير، لصباحي، إنه أصيب بصدمة بعد فقدانه 200 رأس من الماشية بسبب الجفاف والأمراض في عام 2000.

وأضاف "فقدان الماشية هو بمثابة حكم إعدام للعائلة. ولحسن حظي، عملت لاسكافي كمتدرب والآن أصبحت قادرا على إعانة عائلتي المؤلفة من أربعة أشخاص".

وأردف قائلا إن الأشهر القليلة الأولى مهمة جدا للشبان الذي توقف عن الاعتناء بالمواشي.

وتابع "يصاب الشخص بالحيرة وفي هذه الفترة يرحب بأي شيء يشغلهم. لذا من المهم أن تكون هذه النشاطات نشاطات مفيدة".

وقال حسن "لقد لاحظت أن بعض الشبان الذين تركوا الاعتناء بالمواشي اختفوا بعد أسابيع أو أشهر من وصولهم إلى المدينة. وأنا أعمل في شارع بواجير أرى فيه شبابا مع بعض [الزعماء الدينيين] الذين يتبعون التعاليم المتطرفة، من ثم يختفون".
80 في المائة من الأطفال ما دون سن 13 لم يرتادوا المدرسة قط

وقال أحمد حسين محمد، وهو أستاذ في ثانوية مانديرا، إن التحدي يكمن في المجتمعات الواقعة في المقاطعات التي تتجاهل التعليم.

وقال في حديث لصباحي "يجب القيام بحملة توعوية حول أهمية التعليم. وبهدف ضمان نجاح الحملات، على الحكومات الوطنية وحكومات المقاطعات حل مشكلة العدد المحدود للمعلمين".

وتابع "ثمة حالات يعمل فيها معلم واحد كمعلم مسؤول ومعلم لكل المواد من الصف الأول إلى الصف الثامن".

بالإضافة إلى ذلك، اعتبر أن الحكومة بحاجة إلى التعامل مع الاشتباكات ما بين العشائر التي تخلق بيئة عدائية للمتعلمين والمعلمين.

وأضاف "لم تفتح نحو 20 مدرسة منذ آب/أغسطس أبوابها بسبب الاشتباكات العشائرية [بين عشيرتي ديغوديا وغاري]وقد قتل بعض الأساتذة والطلاب واحترقت بعض المدارس من قبل ميليشيات العشائر خلال أعمال العنف".

وتابع "هذه الأعمال العدائية أثرت في الشبان الذين اختار بعضهم الانضمام إلى ميليشيا العشائر باسم الدفاع عن قبائلهم".

وبحسب حاكم مقاطعة غاريسا نظيف جامع آدن، فإن 80 في المائة من الأطفال في المقاطعات ما دون سن 13 لم يرتادوا المدرسة نهائيا.

وقال "هذا المنحى لا يشكل تحديا لهدف التعليم ككل، بل تهديدا لتنمية كينيا وأمنها".

ولفت آدن إلى أن حكومة المقاطعة في طور جمع البيانات عن الشبان بهدف توفير التدريب المهني وخلق فرص العمل المستدامة لإبقاء الشبان في حالة انشغال.

وقال آدن في حديث لصباحي "من الخطير جدا تجاهل الشبان الذين لم يتلقوا تعليما بسبب حياتهم البدوية السابقة. ونحن نفكر في خلق الكوتا في فرص العمل لكي يشعروا بأنهم جزء من المجتمع".

بالإضافة إلى ذلك، قال إن حكومات غاريسا ومانديرا وواجير تعمل مع الحكومات الوطنية للتعامل مع الصعوبات التي تطرحها الحياة البدوية أمام التعليم، بما فيها توظيف المزيد من المعلمين الذين سيسافرون مع مجموعات من العوائل لتعليم الأطفال الريفيين خلال سفراتهم.

وقال إنهم يعملون لزيادة عدد المعلمين في برامج التعليم للكبار لأهالي الريف ما دون سن 18.
جهود إغاثة من الجفاف

من جهته، قال حاكم مقاطعة واجير، أحمد عبد الله، إن الجهود القائمة ترمي إلى مكافحة آثار الجفاف القاحل في المنطقة.

وقال في حديث لصباحي "نقدم المعونات الإغاثية من الطعام ونقل المياه لأكثر من 100 قرية متأثرة بالجفاف في البلاد. وهذه الحالات غالبا ما تسبب في خسارة عدد كبير من العائلات لمواشيها بسبب الجفاف".

وذكر أن حكومات المقاطعات يعدون لبرنامج يهدف إلى تأمين المواشي للعائلات التي خسرت دوابها بسبب الجفاف، ولكن في الوقت الحالي يضطر العديد من العائلات إلى التسول على الطرقات.

ورأى أن "الشبان في مثل هذه العائلات يجذبون بشكل سهل إلى الإنضمام للجماعات الإرهابية ولكننا سوف نساعدهم بأي طريقة لئلا يكونوا فريسة التطرف والراديكالية".
الصباحي

---