افريقيا الشرقية

مع وقوع أكثر من 1000 حالة وفاة في غرب أفريقيا ناجمة عن تفشي فيروس إيبولا، اتخذ مسؤولو الصحة في دول شرق أفريقيا وبعثة الإتحاد الأفريقي في الصومال (الأميصوم) احتياطات خاصة لمنع انتشار المرض.


ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، اقتصر تفشي الإيبولا حتى الأن على غينيا وليبيريا وسيراليون ونيجيريا، وحذرت المنظمة الدولية يوم الخميس، 14 آب/أغسطس، من أنه قد تمت الاستهانة بحجم هذا الوباء إلى حد كبير، مشددة على ضرورة إتخاذ "إجراءات استثنائية " لاحتواء المرض.

وقالت منظمة الصحة العالمية أنه مع وقوع 1069 حالة وفاة حتى الآن، أطلقت حملة لتنسيق "إستجابة دولية واسعة النطاق".

وأضافت المنظمة، "من المتوقع أن يستمر تفشي المرض لبعض الوقت، وقد وضعت منظمة الصحة العالمية خطة للإستجابة العملانية تمتد على مدى الأشهر القليلة المقبلة".

من جانبها أكدت منظمة أطباء بلا حدود أيضا، أن الوباء يتفشى بشكل أسرع من قدرة وكالات الإغاثة على التعامل معه.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت الأسبوع الماضي حالة الطوارئ الصحية على مستوى العالم، ولكن بعد فوات الأوان، وفقا لما أكدته منظمة أطباء بلا حدود، التي حذرت منذ أشهر من أن تفشي الوباء قد أصبح خارج السيطرة.

وقالت رئيسة أطباء بلا حدود جوان ليو للصحافيين يوم الجمعة في جنيف،"الوضع يتدهور سريعا والوباء يتفشى بشكل أسرع من قدرتنا على احتوائه. الوضع يشبه ما يحصل في زمن الحرب".
خطر الوباء يتهدد كينيا والصومال

وعلى الرغم من عدم تسجيل أي إصابة بفيروس الإيبولا في كينيا أو الصومال، تبقى الدولتان معرضتان لخطر تفشي المرض بسبب الرحلات العابرة للقارات المتكررة بين نيروبي وسيراليون، كون هذه الأخيرة من الدول المساهمة بقوات الأميصوم.

وأدى تفشي الوباء مؤخرا إلى قتل أكبر عدد من الناس منذ اكتشاف الفيروس عام 1976، ولكن مع وفاة ما نسبته 55 في المائة من المصابين، لا يعد هذا التفشي الأكثر فتكا وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، إذ يعد تفشيه في كونغو عام 2003 الأكثر دموية حيث أسفر عن وفاة 90 في المائة من المصابين.

ولا يوجد لقاح ضد فيروس الإيبولا وليس هناك علاج معروف لهذا المرض.

وقال عضو البرلمان الصومالي عثمان محمود دوفلي، وهو طبيب متخصص بالطب الداخلي ورئيس لجنة الخدمات الصحية في البرلمان، إنه بالنظر إلى عدم توفر البنية التحتية لخدمات الرعاية الصحية في الصومال، من الممكن أن تكون عواقب تفشي الإيبولا كارثية على البلاد.

وبناء عليه، أكد ضرورة أن تبدأ الحكومة الصومالية بوضع تدابير صارمة لمنع دخول فيروس الإيبولا إلى البلاد.

وأضاف دوفلي لصباحي، "الطريقة الوحيدة لمحاربة هذا المرض هو عزل الناس والحيوانات المصابين به لمنع إنتشاره. لم يخضع الوافدون إلى البلاد حتى الأن لأي فحوصات، لذلك من الضروري سحب عينات من الدم منهم وإجراء اختبارات عليها".

وأكد أنه بسبب إنتشار فيروس إيبولا في البلدان التي يأتي منها الجنود الموجدون في الصومال، يمكن لقوات حفظ السلام أن تنقل المرض من هذه البلدان إذا تم إرسالهم خلال فترة تفشي الوباء.

وذكر دوفلي أن لجنة الخدمات الصحية تعمل مع وزارة الصحة الصومالية لإتخاذ خطوات جديدة تهدف إلى منع تفشي المرض، تماما كما فعلت بلدان أخرى في شرق أفريقيا مثل كينيا وتنزانيا ، حيث يتم فحص الناس على الحدود .
تعاون بين الأميصوم ووزارة الصحة

من جانبه، قال المتحدث باسم الأميصوم، العقيد على آدن حماد، إن الأميصوم تراقب عن كثب مرض الإيبولا .

وأضاف لصباحي، "قررنا أن نأجل نشر الجنود الذين قدموا من سيراليون في تموز/يوليو، ليحلوا مكان الجنود الموجودين في البلاد منذ عام".

وعلاوة على ذلك، أكد أن قوات الأميصوم أجرت فحوصات طبية لجنود بعثة الإتحاد الأفريقي الموجودين حاليا في البلاد، وأظهرت هذه الفحوصات أنهم جميعا غير مصابين بفيروس الإيبولا.

وتابع حماد لصباحي، "نتابع بشكل مستمر الحالة الصحية للجنود ويخضعون لاختبارات قبل مجيئهم إلى الصومال. ولذلك فقد تم التحقق من سلامة وضعهم الصحي".

أما المدير العام لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية محمد عبدي فارح فقال، "جاء قرار بعثة الإتحاد الأفريقي بتأجيل نشر الجنود القادمين من غرب أفريقيا تلبية لطلب الحكومة [الصومالية]".

وأضاف أن الوزارة تعمل على وضع خطة لإجراء فحوصات طبية للوافدين إلى الصومال، وبخاصة القادمين من المناطق التي ينتشر فيها المرض.

وتابع لصباحي، "بحلول الأسبوع القادم، سنعلن عن خطتنا لفحص القادمين إلى البلاد"، موضحا أن الخطة تشمل نشر فرق رعاية صحية متخصصة في احتواء الأوبئة وإجراء الفحوصات على المعابر بالتنسيق مع قسم الهجرة في وزارة الأمن القومي.

وقال فارح، "يصل بعض الناس بعد أن يكونوا قد جالوا بلدانا عدة، ومن الممكن أن تكون انطلاقتهم الأولى من بلد يكون المرض متفشي فيه. لذلك، فإن قسم الهجرة يشارك في تحديد الوجهات التي يأتي منها الوافدون. وسيتم أيضا وضع خطة للأشخاص الذين يسافرون إلى المناطق التي ينتشر فيها المرض".
الخطوط الجوية الكينية والحكومة تنفذان تدابير وقائية

من جهته، أكد الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الكينية تيتوس نايكوني، أن جميع الركاب المسافرين على متن رحلاتها من سيراليون وليبيريا وغانا ونيجيريا سيتم قياس درجة حرارتهم عند نقطة الإنطلاق.

وقال في بيان صدر في 11 آب/أغسطس، أنه تم توفير أجهزة لقياس الحرارة وقفازات ومطهرات لموظفي شركة الخطوط الجوية الكينية في هذه المطارات.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن جميع المسافرين القادمين إلى مطار جومو كينياتا الدولي في نيروبي من غرب أفريقيا وأوغندا، سيستخدمون بوابة منفصلة حيث سيخضعون مرة أخرى للفحوصات الطبية قبل أن يمروا عبر قسم الهجرة ويغادروا المطار.

من جانبه، قال وزير الصحة جيمس ماشاريا إن الحكومة أقامت أجنحة للعزل في مستشفى كينياتا الوطني ومستشفى مباغاتي في حال رصدت إصابات إيبولا في كينيا.

وأضاف ماشاريا في مؤتمر صحافي عقد في 13 آب/أغسطس، إن الوزارة طلبت من الحكومة مبلغ 530 مليون شلن (ستة مليون دولار) لتنفيذ التدابير الوقائية.

ولكن على الرغم من تأكيدات السلطات أن البلاد مستعدة جيدا للتعامل مع المرض في حال تفشيه، يعتقد بعض النقاد أن الخطوات المتخذة ليست كافية.

وفي هذا الإطار، تساءل سيمون أونتيري، 35 عاما، وهو صاحب متجر في حي كايولي بنيروبي، حول إصرار الخطوط الجوية الكينية على مواصلة رحلاتها إلى غرب أفريقيا على الرغم من تفشي الإيبولا.

وقال لصباحي، "ستكون معجزة بالفعل إذا لم ينقل المرض إلى كينيا بسبب الرحلات. الوقاية تكون أحيانا أفضل من العلاج وعلى شركة الطيران تخفيض خسائرها وإنقاذ الأرواح".

وقال الطبيب المتخصص في علم الأوبئة في وزارة الصحة، شيكانجا أو-تيبو لصباحي إن التحدي الأكبر لرصد المرض يأتي من الثغرات التي يسهل اختراقها على الحدود الكينية.

وأردف قائلا، "قد تتمركز فرق الطبية عند نقاط الدخول الرسمية على الحدود، متناسين أن معظم الناس يستخدمون نقاط الدخول غير الشرعية للهروب من عمليات التدقيق"، مضيفا أن على رجال الأمن المدربين تدريبا جيدا والمجهزين أن يتعاونوا مع العاملين في مجال الصحة لإدارة الحدود.

وذكر أنه سيكون على الحكومة أيضا تنفيذ برامج التوعية والعمل بشكل وثيق مع منظمة الصحة العالمية والدول المجاورة لمكافحة المرض.

من جهته، قال طالب الطب في جامعة ماساي مارا دانكان بويري، "لقد حذر الأطباء والممرضات في البلاد من تنفيذ اضراب احتجاجا على عدم تقاضي رواتبهم [عن شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو] وعلى نقص الأدوية والمعدات الأساسية. حيث يشكل هؤلاء الطاقم الطبي الذي تعول الحكومة عليه لمواجهة فيروس إيبولا".

وأضاف لصباحي، "لا نريد حتى أن نتصور رصد إصابة بفيروس الإيبولا بالتزامن مع إضراب العاملين في مجال الصحة".
الصباحي


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 9:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 5:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 5:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 9:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 9:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 9:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 4:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 4:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 10:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 10:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 7:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 3:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 8:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 6:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 7:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 10:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 5:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 5:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 4:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 4:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 7:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 9:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 9:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 9:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 10:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 10:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 10:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 9:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 6:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 6:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو