افريقيا الشرقية

ودّع سكان دول شرق أفريقيا والعالم الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا الذي شكلت حياته رمزا للنضال ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ويعد من أحد أبرز الشخصيات السياسية والأكثرها إجلالا في القرن العشرين.


توفي نيلسون مانديلا بعد صراع مع التهاب رئوي استمر لأشهر عن عمر يناهز الـ 95 عاما في منزله في جوهانسبرغ.

وقال الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي عن مانديلا، "العالم خسر أحد أعظم مواطنيه. صوت الشجاعة ومصدر الوحي وقائد محبوب لنا جميعا".

بينما وصف الرئيس الكيني أوهورو كينياتا مانديلا، بأنه "يجسد القوة والأمل وقد آمن بالقدرة على المسامحة". وأضاف أنه "أعطانا فهما بأن مسامحة من يسيئون لنا يجب أن تكون غير مشروطة".

واعتبر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أن مانديلا "ترك أثرا على كل ناحية من حياة الناس في أنحاء العالم. إن كل أفريقيا حزينة على خسارة البطل ورجل الدولة وكبير القارة الأفريقية".

وتابع محمود القول، "كان مصدر وحي ومنارة لمن يحاربون من أجل العدالة والسلام في العالم".

وسيوارى مانديلا الثرى في بلدة كونو مسقط رأسه في إقليم الكيب الشرقي في 15 كانون الأول/ديسمبر بعد إعلان الحداد الوطني على امتداد أسبوع كامل.
مانديلا مثال للقادة الصوماليين

من جانبه طلب النائب في البرلمان الصومالي عمر داله من حكومة بلاده تسمية ساحة عامة أو مبنى حكومي أو شارع بمقديشو باسم مانديلا لتخليد ذكراه لما لعبه من دور عظيم في تاريخ أفريقيا.

وأضاف داله في حديث لصباحي، "نيلسون مانديلا رجل أسطوري في بلاده وفي العالم".

وأوضح، "لقد ساهم في حصول مصالحة فعلية بين سكان جنوب أفريقيا والابتعاد عن التاريخ الأسود الذي عاشته البلاد. برأيي علينا أن ندخل تاريخه وقصص بطل أفريقيا في كتبنا المدرسية".

وقال داله إنه يتمنى لو أن قادة الصومال يحذون حذو مانديلا ويمتثلون برقيّه بعد انتهاء ولايته الرئاسية.

وتابع القول، "كي نصل إلى مستوى النمو الذي تمكن نيلسون مانديلا من تحقيقه في بلده وأنعم به على شعبه، أقترح على قادة الصومال أن يتوقفوا عن حب السلطة ويصبحوا أقرب إلى مانديلا. فحين انتهت مدة ولايته الرئاسية، سلم الرئاسة من دون أي تأخير، واختار العمل لشعبه كعامل انساني".

وقدم داله الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الصومالي، تعازيه إلى شعب جنوب أفريقيا.

وختم قائلا، "إن وفاة مانديلا خسارة للعالم ليس فقط لجنوب أفريقيا".

من ناحية أخرى، قال جبريل ابراهيم عبد الله، رئيس مركز الأبحاث والحوار ومقره مقديشو، إن مانديلا سيذكر في المقام الأول لما تمتع به من حس بالمسؤولية تجاه بلده، وقدرته على تخطي مصالحه الشخصية من أجل تقدم شعبه.

وأردف، "كرّس حياته لما فيه خير لشعب جنوب أفريقيا على حساب مصلحته"، مشيرا إلى أن قادة الصومال أمامهم مثال عظيم يمكنهم حذوه حتى تتمكن البلاد من المصالحة والمضي من الماضي والصعوبات التي تخللته.
مانديلا: مصدر وحي للتعايش السلمي في كينيا

وقال موروكي نجاغاغا، وهو ممثل عن منطقة شمال مبيري في البرلمان الكيني، "إن كينيا كسائر دول العالم تتشح بالسواد لوفاة رجل دولة محترم، حقق السلام والمصالحة والمساواة لسكان جنوب أفريقيا. لقد أمضى [مانديلا] 27 عاما في السجن لكن الهدوء الذي تحلى به ساعده على مسامحة من حاربوه في السياسة".

ولفت في حديث لصباحي إلى أن "مانديلا تحول مثالا عن الشجاعة والإيمان بالذات لتحقيق الكثير أمام الصعوبات والاضطهاد. وضع نصب عينيه هدفا واحدا وهو التحرير ولم يسمح لتجربته الشخصية والصعوبات التي عاناها أن تنال منه أو تحبط عزيمته في تحرير جنوب أفريقيا من الفصل العنصري. أتمنى أن يتعلم السياسيون في كينيا من هذا الرمز الصامد ضد الفصل العنصري، وأن يرتقوا ببلادنا نحو أفق جديد من التعايش السلمي".

كما عبر الأسقف نيكوا أولو من كنيسة حصاد البيت المقدس في نيروبي، "مانديلا إرث سيستمر حتى بعد وفاته. إنه رجل ترك تأثيرا سحريا من خلال خطاباته التي أعادت اللحمة إلى أبناء الوطن الواحد بعد تاريخ طويل من الأزمة في هويته، إنه بالفعل قائد مميز. أتمنى لو أن قادتنا السياسيين والكينيين بشكل عام والعالم أجمع قد يتعلم من بعض الخصال التي تحلى بها والتي جعلت منه رجل دولة محترم في بقاع الأرض".

كما أشار أولو لصباحي، "في حين يلجأ قادتنا الأفريقيين إلى شتى الوسائل القانونية وغير القانونية للتمسك بالسلطة، فإن مانديلا رفض أن يخدم لولاية ثانية على الرغم من أنه كان رئيسا محبوبا وكان بإمكانه أن يستمر في رئاسة جنوب أفريقيا لولاية ثانية. لكن حكمته وبعد نظره كانا أكبر من أي شيء، وعرف متى ينسحب من السلطة المطلقة التي قد تؤدي إلى الفساد".

وأكد أولو، "لقد خسر العالم أحد الأصوات القليلة التي تدعو إلى المنطق، رجل يفرض احترامه على كل امرء من أي مكان جاء بعيدا عن اعتبار اللون والعرق والانتماء السياسي والإيمان الديني، إنه بحق يستحق التكريم والتبجيل من كل من يريد أن يحقق نصف ما حققه هو".
إرث يحتفي به قادة تنزانيا

من جهته، أكد دوس كيبامبا، المدير التنفيذي لمكتب استفسارات المواطنين في تنزانيا، "كان [مانديلا] ويبقى رمز السلام والحرية والوحدة والتمدن لشعوب أفريقيا والعالم".

وأضاف لصباحي، "ترك مانديلا إرثا كبيرا يجب أن يتحول إلى السبيل الذي يتبعه قادتنا لمحاربة الظلم في السياسة والتفاوت الاقتصادي بين الدول النامية والمتطورة، وغير ذلك".

أما أندرو مبيغا، وهو مسؤول برنامج في الجمعية النسائية للإعلام في تنزانيا، فشدد على أن مانديلا سيذكر على أنه صانع سلام.

وتابع لصباحي، "على الرغم من أنه سجن لـ 27 عاما، كان مستعدا لمسامحة [الرئيس السابق لجنوب أفريقيا فريديريك ويليم] دو كليرك وعمل بروح من التعاون معه. لقد أنشأت لجنة الحقيقة والمصالحة مجتمعا آمنا يحترم حقوق الانسان على عكس النظام العنصري الذي حاربته".
نبذة مختصرة عن حياة مانديلا

ولد في منطقة ترانسكي جنوب شرق البلاد في تموز/يوليو عام 1918، عمل مانديلا كمحام وناشط سياسي في جوهانسبرغ.

وأصبح رئيس حزب حربة الأمة، الجناح المسلح للمؤتمر الوطني الأفريقي في العام 1961، ثم التحق في التدريب العسكري في الجزائر واثيوبيا العام التالي.

ألقي القبض عليه في جنوب أفريقيا على يد الشرطة في 1962 وحكم عليه بالسجن خمس سنوات.

وجهت إليه التهم بالتخريب وحكم عليه عام 1964 بالسجن المؤبد بمحكمة ريفونيا، التي حصلت على تسميتها من منطقة في جوهانسبرغ بعد عدد من المحاكمات لقادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.

انتهز مانديلا الفرصة خلال محاكمته حيث ألقى كلمة تحولت بيانا رسميا لحركة مناهضة نظام الفصل العنصري.

وجاء في الكلمة، ""طوال حياتي، كرست نفسي لهذا الكفاح من أجل الشعب الأفريقي. لقد حاربت سيطرة البيض وحاربت سيطرة السود. دافعت عن مثالية المجتمع الديموقراطي والحر... وأنا مستعد للموت في سبيلها".

قضى مانديلا 27 عاما في السجن قبل أن يتم تحريره عام 1990 ليترأس مفاوضات المؤتمر الوطني الأفريقي مع حكام الأقلية البيض التي تكللت مع أول انتخابات متعددة الأعراق عام 1994.

شغر مانديلا بعد فوزه منصب الرئاسة لولاية واحدة قبل أن يتحول إلى العمل كرجل دولة متعدد المسؤوليات حيث قاد حملة ضد الأيدز، قبل أن يتقاعد من العمل العام في 2004.
الصباحي


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 9:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 5:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 5:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 9:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 9:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 9:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 4:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 4:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 10:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 10:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 7:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 3:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 8:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 6:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 7:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 10:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 5:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 5:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 4:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 4:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 7:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 9:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 9:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 9:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 10:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 10:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 10:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 9:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 6:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 6:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو