وقال قائد الشرطة الإقليمية في تانغا، كونستنتين ماساوي، في حديث لصباحي "صدمنا ذلك فكثّفنا الإجراءات الأمنية في مقاطعة كيليندي ونشرنا ما يكفي من عناصر الشرطة المحلية التي تعرف المكان جيداً وإننا نحقق نتائج إيجابية في العمليات المشتركة التي ننفذها مع الشرطة". وأكد ماساوي عدد الاعتقالات التي جرت.

وذكر مفوض مقاطعة كيليندي سليماني ليووا أنه في اليوم الأول من العملية، أنقذت الشرطة 54 طفلاً و32 امرأة كانوا موجودين في مركز التدريب في لواندي وأعادتهم إلى عائلاتهم خلال الأسبوع الأول من تشرين الثاني/نوفمبر.
أطفال صغار جداً يخضعون للتلقين الفكري

وأوضح ليووا في حديث لصباحي أنه تم إلحاق 20 طفلاً آخر تتراوح أعمارهم بين 4 و13 ببرنامج إعادة تأهيل بعد أن "خضعوا لغسل دماغ كامل" على يد الشباب في مسجد محلي.

وتابع لووا قائلاً إنه عندما عثرت عليهم الشرطة في مسجد المدينة، كانت بحوزتهم دفاتر تمارين تحتوي على تعاليم حول "كيفية استعمال سكين [أو] منجل وكيفية محاربة المعتدين بواسطة الأسلحة [ومن دونها] وكيفية تدمير الاقتصاد وتحرير شرق أفريقيا من أيدي الكفار".

وأعلن أن الشباب عملت على غسل أدمغة هؤلاء الأطفال لدرجة أنهم تنصلوا من أهاليهم باعتبار أنهم ليسوا مسلمين حقيقيين كونهم يتفاعلون مع غير المسلمين.

وخلال الهجوم الذي نُفذ على المسجد، ضبطت الشرطة 12 شريط فيديو تحتوي على تعاليم يلقنها عناصر الشباب حول كيفية تحرير المسلمين في شرق أفريقيا والعالم بشكل عام، حسبما ذكر لووا.

وأضاف أن زعيم الحركة الذي يُطلق على نفسه اسم أيوبو والذي يُعرف بلقب "ماستر" اي السيد، هرب قبل دقائق من وصول الشرطة إلى المسجد ولكن تم اعتقال مساعده، السيد جوماني، وهو من سكان منطقة سينجيدا.

ومن جهتها، ذكرت مفوضة مقاطعة تانغا، حليمة دينديغو، أنه تم تسليم الأطفال إلى المساعدين الاجتماعيين ليشاركوا في برنامج إعادة تأهيل لمدة ثلاثة أسابيع. وأكدت على أنهم سيعودون إلى عائلتهم إذا ما كان وضعهم جيدا.

وقالت لصباحي "أنا متفاجئة بكيفية حصول تواصل بين هؤلاء الصغار والمدربين. فنرى ولداً في الرابعة من العمر والديه مجهولين ونتساءل عن كيفية وصولهم إلى ولد بهذا العمر".

وشددت دينديغو على ضرورة أن تتم توعية الأهالي بشأن أهمية ترك أولادهم في المدارس لئلا يقعوا ضحية الجماعات الإرهابية.
الشباب، خطر متزايد؟

إن انتشار الشباب في المنطقة أصبح معروفاً في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الأول/أكتوبر عندما أشتكى مواطنون متضررون من الوضع للمسؤولين الحكوميين المحليين عن المعسكر التدريبي الموجود في غابة لواندي.

وقال ليووا "وردتنا المعلومات من فاعلي خير ولا سيما من الرعاة الذين كان يتم الاستيلاء على ماشيتهم كلما اقتربوا من المعسكر التدريبي. كذلك، كان [مدربو الشباب] يطردون السكان المحليين ويصادرون أراضيهم إلى درجة أنه أصبح لديهم 500 فدان من الأراضي".

وذكر ليووا أن المسؤولين المحليين علموا أن أربعة مدربين من الشباب وصلوا إلى منطقة كيليندي عام 2008 وانضموا إلى مسجد المدينة، ولكن ابتعد القرويون عنهم بعد أن تبيّن لهم أن آراءهم متشددة جداً.

وبالحديث عن اشتباك حصل داخل المسجد بين السكان المحليين وعناصر الشباب، قال "بعد هذه الحادثة في أواخر عام 2008 اشترى المدربون قطعة أرض خاصة بهم وبنوا مسجداً منفصلاً كانوا اليوم يستعملونه لتلقين تعاليم الشباب".

وبحسب المعلومات التي تم جمعها حتى الآن، أُرسل عدد من الأولاد الذي خضعوا لتدريب على يد الشباب في كيليندي إلى الصومال عبر مومباسا في كينيا. وقد جاء عدد من مدربي الشباب أيضاً من الصومال ومومباسا إلى كيليندي في مطلع العام 2013 ويبدو أنه تُبذل جهود للتجنيد في مناطق أخرى أيضاً مثل كيليمنجارو وزنزيبار وبواني ومتوارا.

وتلي العملية التي شنّتها الشرطة في منطقة كيليندي اعتقال ‏11 عنصراً يُشتبه بانتمائهم إلى حركة الشباب كانوا يخضعون لتدريب عسكري في منطقة متوارا، وقد جرت هذه الاعتقالات في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

كذلك، اعتقلت الشرطة رجل الأعمال التنزاني جمعة عبد الله خيري في 31 تشرين الأول/أكتوبر في تانغا بعد الاشتباه بتورطه في تمويل الجماعات الإرهابية في تنزانيا ومركز الشباب المسلم التابع لحركة الشباب في كينيا.

وعندما سُئل عما تفعله تنزانيا لمواجهة خطر الشباب الذي يبدو متزايداً، قال مدير التحقيقات الجنائية روبرت مانومبا إن الشرطة تتعاون مع هيئات أمنية أخرى لمواجهة هذه المشكلة.

وأضاف مانومبا لصباحي "جمعنا كل الدوائر الأمنية لتشكيل فريق خاص. ويشمل هذا الفريق عناصر أمن من الشرطة والجيش، إضافة إلى جهاز استخباراتنا الوطني ودائرة الهجرة و[هيئة الإيرادات في تنزانيا] التي تعمل بتعاون وثيق لإيجاد حل دائم".
الصباحي

---